الثلاثاء، 26 يناير 2010

أبو جهل يتراجع عن غيه

منذ أن تقرر أن تواجه مصر الجزائر فى نصف نهائى بطولة إفريقيا المقامة فى أنجولا وأنا أضرب كفا على كف
ولا أتمالك نفسى من الدهشة والعجب , فقد حدث ما لا يتوقعه أحد.
لقد تراجع أبو جهل عن غيه , وارتدى الشيطان عباءة الواعظين ,
معقول ! الشيطان يعظ؟!!
الذئب يرعى الأغنام؟!!
من كان يلهب الهواء بحديثه الساخن بالأمس القريب
أصبح يدعو اليوم إلى التهدئة !
أين ذهب حديثه عن الكرامة , وأين قوله :آخر مرة نسكت على الإهانة ؟
ويا للعجب آخر مرة لن لكون آخر مرة .
تحولت الصقور إلى حمائم
ولكنه ليس تحول ذاتى , ولكن البوصلة تغيرت
والشركات خسرت كثيراً فى الجزائر , وهى نفس الشركات التى ترعى برامج القنوات الفضائية
وهنا أصبحت التهدئة واجبة
ولا داعى بعد الآن أن نتشدق بالكرامة والثأر والانتقام
فهذا التراجع يثبت أن الموقف الأول كان خاطئاً
والأمر كان لا يجب أن يخرج عن روح الرياضة والأخوة بين بلدين شقيقين .
ولا نستبعد تدخل الجهات الأمنية
فالأمر يستحق
فإذا ما خسرنا شعبا عربيا كلما جمعتنا مباراة رياضية
فإننا فى غضون سنوات قليلة سنصبح فرادى
بلا رفقاء فى درب الوجود
والمؤلم أننا الآن مجبرين على رؤية الوجوه الكالحة
وهى تخرج علينا بالضحكة الصفراء ,
وهى تناقض نفسها وتغير مبدأها الذى هو ليس مبدأها لأنها لا تمتلك مبدأ من الأصل
فالمبدأ عندها هو مبدأ المعلن والممول
مبدأ المصالح
ولتذهب الشعوب إلى الجحيم
ولكن العجيب هو تبريرهم لهذا التغير
فهم لا يتحرجون أن يتبجحوا بوجوه سافرة ويقولون ما لا يؤمنون به
فإذا كان أبو جهل قد تراجع عن غيه
ففى أقرب فرصة سنكتشف أن أبا جهل ليس له غى واحد
ولكن الغى سيتبدل لغى آخر
وإذا لم يتبدل الغى سيتبدل القناع
وما أكثر الأقنعة
وإن لم تستح فاصنع ما شئت

السبت، 16 يناير 2010

براءة الطفولة

وتبقى فترة المرحلة الابتدائية محفورة فى الذاكرة بالكثير من تفاصيلها الجميلة البريئه , ولا شك أن الصورة الفوتوغرافية من أهم وسائل التوثيق لهذه الفترة الغنية بالمواقف والحكايات التى تحمل فى طياتها قدرا من البراءة والسذاجة يجعلها مدعاة للتندر بها , والاستمتاع باسترجاع ذكراها .
ولا أخفى عليكم كم كنت متعلقا بالمدرسة وبالفصل لدرجة أنى كنت أكره الإجازة الصيفية , فالمدرسة كانت بابا كبيرا عظيما أطل منه على الحياة , وكان ملعب المدرسة من أحب الأماكن التى نحبها فى المدرسة ؛ مدرسة جمال عبدالناصر الابتدائية ببلطيم , وعلى الرغم من سوء معاملة معلمة التربية الرياضية ( الألعاب كما كان يحلو لنا أن نسميها ) لنا , إلا أننا كنا لا نستطيع إلا أن نحب التواجد فى الملعب حتى ولو لم تسمح لنا باللعب , ومن هنا تأتى أهمية هذه الصورة بالنسبة لى .
فكلما نظرت إلى الصورة اسغرق فى بحر من الذكريات المضحكة , والتى تذكرنى بمدى سطحية نظرتنا للحياة حينذاك , ويا لها من نظرة لو استمرت لأصبحت أكثر بساطة .
ومازلت أتذكر أسماء الموجودين فى الصورة فمنهم من استمرت زمالته إلى الجامعة وما بعد الجامعة , ومنهم من انقطعت الصلة به بانتهاء المرحلة الابتدائية , والأعجب أنى أتذكر أسماء من هم فى خلفية الصورة , فالصورة بالنسبة لى عبارة عن أرشيف كبير لمرحلة عزيزة على نفسى , وربما لا تتوفر الصورة لدى الموجودين فيها , وها أنا لأعرضها للتوفر لديهم , ولأتواصل معهم .

أسماء الوقوف من اليمين إلى اليسار 6/1:

طاهر أبو اليزيد , هشام كشكوشة , إبراهيم داود , أحمد شلبى , عبدالله جعوان (أنا) ,طارق البلتاجى , محمد أحمد على .

أسماء الجلوس من اليمين إلى اليسار 6/2 :

مجدى رجب , حاتم قمصان , سمير الغبارى , حسن دعدور , هانى رجب , وليد بكرى , وائل سرور , مصطفى وهبة .

طيارة ورق

هل كنت تلعب بالطائرة الورقية فى طفولتك؟
هل لديك صورة لنفسك وأنت تلعب بالطائرة الورقية ؟
إذا لم يكن لديك صورة لنفسك فأنت مثلى , وهذه صورتك .

فأنا لن أخفى عليكم مدى حبى للطائرة الورقية

وهى تختلف كثيرا عن الطائرة الموجودة الآن , والتى تشترى جاهزة .

فالطائرة التى كنا نلعب بها فى طفولتنا كنا نصنعها بأيدينا , ونتحكم فى كل شىء فيها ؛ ألوانها وحجمها وشكلها , وطول ذيلها ....

ولأن الطائرة الورقية جزء من طفولتى عزيز على قلبى

ولأنى لا أمتلك صورة لى وأنا ألعب بها

فقد ذهبت إلى تلك الأماكن العالية فى بلطيم والتى كنا نلعب فيها بالطائرة وسجلت لعب هؤلاء الأطفال بصورة شاملة لأصبح جزء اً منها , أو تصبح جزءاً منى , وتصبح صورة لكل من لا يمتلك لنفسه صورة وهو يلعب بـ

طيارة ورق .

أبو جهل مذيع فى التليفزيون

هل يمكن أن يكون أبو جهل مذيعاً فى التليفزيون ؟ نعم , لقد حدث وأصبح أبو جهل مذيعاً فى التليفزيون , فالذى تصبح سياسة الممول هى الموجهة له أثناء برنامجه , يكون أبا جهل , والذى تتحكم فيه الأهواء والميول وتتلاعب به وتظهره كأخرق عديم المبدأ , يكون أبا جهل , والذى يستخف بعقول المشاهدين ويكون كل يوم بلون مختلف ورأى متناقض مع رأى الأمس , يكون أبا جهل , والذى يتسطح فكره ليتحول برنامجه للهجوم على زملائه أو خصومه , يكون أبا جهل , والذى يستقى أخباره من مواقع نت فردية وينشرها على أنها تيار عام , يكون أبا جهل , والذى يفسد بسفاهته العلاقات بين الشعوب والبلدان , يكون أبا جهل ,والذى يصر على الإساءة الأمازيغ وهم شعوب مسلمة , ولا يدرى أن زهاء ربع سكان مصر من الأمازيغ , يكون أبا جهل . بالله عليكم أليس أبو جهل يعمل مذيعا بالتليفزيون ؟
أبو جهل يستيقظ كل يوم , ويسأل أولياء نعمته : من تحبون أن أهاجم اليوم ؟ مين ضدنا اليوم ؟ ومين معانا ؟ فالخريطة تتغير كل يوم .
ويتسلم أبو جهل قائمة بأسماء المغضوب عليهم , الذين خالفوا دين أبى جهل وقناته , ويا ويله ويا سواد ليله من يغضب عليه أبو جهل وأعوانه , سواء كان مسئول كبير أو رئيس نادى أو رئيس قطاع , أو حتى سيادة الوزير , فالكل على فلك رحاه , ويا للعجب لو غير أحدهم موقفه , فلا يتورع أن يأتى فى اليوم التالى ليقطر له من لسانه شهد العسل , لم يعد هناك حياء , فكيل الشتائم منهمر على من هو مخالف لهم فى الرأى اليوم , وفى الغد إذا ما تغيرت البوصلة , تجد كيل المدائح منهمر أيضاً , فلم يعد هناك حياء ولا خجل .
وذكرنى أبو جهل بشعراء العصر الأموى والعصر العباسى , حيث كان وجهاء الناس يصلونهم بالمال بحق وبغير حق حتى لا يتعرضوا لهم بالهجاء فيصيبوهم بالمعرة على طول الزمن , فهم يدفعون لينجوا من لسان أبى جهل الصليت , وصدق من قال إن لم تستح فاصنع ما شئت .
أثق فى ذكاء القارئ

الخميس، 14 يناير 2010

محمية بلطيم الطبيعية

فكرت يوما فى كسر الملل الذى يمكن أن نشعر به داخل الفصل الدراسى فى مدرسة صالح الشرنوبى الإعدادية بنات , وقلت لماذا لا نخرج فى رحلة تعليمية , ووقع اختيارى على مقر إدارة محمية بلطيم الطبيعية , وأخبرت تلميذاتى فى فصلى 1/2 و 1/3 , فسررن بالفكرة , وأعددت الترتيبات اللازمة من موافقة إدارة المدرسة وإدارة المحمية , وخرجنا لنتعرف على هذا العالم الذى يجب أن نحرص على التعرف عليه , هذه بعض الصور التى أرجو أن تعبر عن مضمون هذه الرحلة :












يوم الوداع

كالحلم الجميل مرت فترة عملى بمدرسة صالح الشرنوبى , ولم أستيقظ إلا وأنا أحمل فى يدى خطاب إخلاء طرفى من المدرسة , ويا له من يوم ! يوم اختلطت فيه الدموع بالكلمات فحبست الكلمات وأبت أن تخرج , وأصبت بحالة من الصراع بين العقل والعاطفة , فالعقل اختار الذهاب إلى مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقى الثانوية لاعتبارت خاصة بى , بينما العاطفة اختارت أن تبقى فى مدرسة صالح الشرنوبى , وورقة إخلاء الطرف فى يدى , والكل من حولى يحثنى على البقاء , وأعين التلميذات الصغيرات لا تفارق مخيلتى , وإدارة المدرسة متمثلة فى الأستاذ جابر القصيف ترفض تركى , وهو موقف أثر فى كثيراً , وهزنى من داخلى , وضاعف ما أكنه من حب للمدرسة وإدارتها ومعلميها وتلميذاتها بل حتى جدرانها التى كثيرا ما كتبت عليها من ملصقات ووسائل تعليمية , يا له من يوم , لقد كنت أعتبر نفسى قويا لتحمل المواقف الصعبة , ولكنى كنت فى هذا اليوم أوهى مما كان يمكن أن يخطر على بالى , وورقة إخلاء الطرف فى يدى , وذكرياتى فى المدرسة تتابع فى ذهنى فى صور متلاحقة , تسابقها نبضات قلب كشجرة تصارع رياح الخريف الجافة , ورغم قسوة الصراع وبخطوات متثاقلة كادت تهرب من الجميع حتى لا تتلاقى الأعين فأشعر بصعوبة القرار , خرجت أمزج بين ثقل القدم والرغبة فى التخفى عن الأعين المعاتبة أو حتى المودعة , ولكن لماذا هذه المشاعر لهذه المدرسة , وهو ما لم يحدث فى أى مدرسة عملت بها من قبل ؟ وأصدقكم القوم ( وشهادتى الآن ليست مجروحة ولا معلولة ) هذه المدرسة تعتبر نموذج للتعليم الذى نتمتى أن يتواجد فى كل مدارس مصر , فهى مدرسة بها من التقاليد ما يجعلها تسير فى حركة ذاتية تضمن لها النجاح والتفوق , وهذه التقاليد لم تنشأ عشوائيا وإنما نتيجة جهد وتعب وإصرار على التميز سواء من مديرها الأستاذ جابر القصيف , أو مدرسى ومدرسات المدرسة والإداريين والاخصائيين والعمال.