الأربعاء، 16 ديسمبر 2009
العولمة
هل سمعت عن العولمة ؟ وهل تدرى ما معناها؟
إن العولمة هى آخر صيحة فى عالم الاحتلال والسيطرة على العالم , ولكنها جاءت فى صورة خادعة وماكرة , فالعالم ابتداء من العقد الأخير من القرن العشرين مر بالعديد من المتغيرات , أهمها سقوط حلف وارسو , وتفكك الاتحاد السوفيتى , وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالسطوة على العالم , ونتج عن ذلك أن حاولت السيطرة على العالم , اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وثقافيا , وصاحب ذلك ظهور الشبكة الدولية للمعلومات ( الانترنت ) التى اخترقت الجدر وعبرت البحار والمحيطات وتجاوزت الحدود , وأصبح من السهل توصيل الفكرة إلى كل أنحاء العالم بالإضافة إلى توسعات منظمة التجارة العالمية واتفاقيات الجات لتشمل معظم دول العالم , وتحّكمها فى حركة التجارة و الأسعار لمصلحة الكيانات الاقتصادية الكبرى , وضد الصناعات الوطنية والمحدودة وصغار المصنعين , مما جعلهم عاجزين عن المنافسة فأغلقوا وهو ما يعرف بسياسة الإغراق , واتجهت دول العالم الثالث إلى خصخصة القطاع العام , مما جعل السوق حرا وعرضة لتقلبات السوق العالمية .
ولا شك أنّ الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية استغلت هذه المتغيرات الاقتصادية والمعلوماتية فى فرض ثقافة موحدة تسود العالم وهذا ما عرف بالعولمة .
فالعولمة تهدف إلى توحيد الثقافة فى كل أرجاء العالم حتى تتشابه عقول سكان الأرض وينصهروا فى بوتقة معرفية تنتج مواطن عالمى , محددة آراؤه تجاه مفاهيم الحياة ( السلام , الحرب , الإرهاب , الاعتدال , الحرية , المساواة , اللذّة ......) فيصبح العالم قرية صغيرة تسودها ثقافة واحدة , ومجموعة قيم أخلاقية واحدة تظلل العالم.
وحتى المفاهيم العائلية والاجتماعية , والأنماط السلوكية الفردية حتى الوجبات الغذائية وعالم الموضة والأزياء , لقد أرادوا توحيد كل هذا فى كل أنحاء العالم تحت شعارات براقة خادعة جذبت إليها العقول والأفئدة بدعوى حماية الحريات .
ولكن لنا أن نطرح سؤالا , إذا كانت العولمة تريد توحيد ثقافة العالم وجعله قرية يسودها إطار قيمى ومعرفى وثقافى ودينى واحد , فمن يختار هذا الإطار ؟ بكل تأكيد سيكون هذا الإطار إطارا غربيا على وجه العموم , أمريكيا على وجه الخصوص , فالأقوى سيفرض على الجميع ثقافته , وسيصبح النموذج الأمريكى فى الحياة مفروضا على العالم ومن ضمنه سكان العالم الإسلامى والعربى الذى سيعانى من الأفكار والمبادئ المناقضة لطبيعة شعوبه , حيث يصبح الهامبرجر والكنتاكى هو الوجبة الشعبية , والتفكك الأسرى والانحلال الأخلاقى هو المسيطر .
وبلا شك لن يرض الغرب أن تسود التعاليم الإسلامية بلاده , وأصلا كيف نفرض عليهم ثقافتنا وهم الأقوى والأغنى ؟ وهنا يظهر عيب العولمة الأكبر , وهو أن الأقوى سيفرض قيمه على الآخر ويسلبه تراثه , ونحن شعوب حارة لن نرض أن نتنازل عن هويتنا العربية الإسلامية , ومن هنا نرفض العولمة كشكل من أشكال الاحتلال , إلا أننا نرحب بالتعاون مع شعوب الأرض من منطلق الشراكة فى المصير والوجود دون محو للتراث أو العقيدة أو الثقافة الإقليمية .
ممكن توضح أسباب مقاومة الأوربيين للعولمة .وشكرا
ردحذف