الثلاثاء، 16 مارس 2010

من غرناطة إلى الأقصى


إذا تأملت تاريخ المسلمين فى الأندلس ,
وجدت علاقة تشابه قوية بينه وبين ما يحدث للدول الإسلامية فى العصر الحديث ,
فبينما كانت الدولة متماسكة ومتحدة فى الأندلس , استعصت على أعدائهم ,
وكان الاستيلاء عليها محض خيال .
ولكن بعد أن تفرق المسلمون , واستعانوا بأعدائهم لينصروهم على إخوانهم , أصبح اختراقهم سهلا يسيراً .
وبعد أن سقط معظم الأندلس , لم يتبق إلا غرناطة ,
والآن ماذا تبقى من وحدة العرب أو المسلمين ؟
هل تبقى بلد عربى أو إسلامى لا يستعين بالغرب ولا يستقوى به ضد إخوانه ؟
هل تبقى بلد عربى أو إسلامى لم يستباح خلال الثلاثين عاماً الأخيرة ؟
والآن يبقى الأقصى وحيداً غريباً
أحاطت به خيوط المؤامرة من كل جانب
ولا يتبقى إلا سقوطه ليعلن العدو رحيل المسلمين من خريطة المنطقة ,
حيث يقع هذا الرمز العظيم فى يد الأعداء
فالأقصى الآن هو غرناطة الشرق التى ينبغى ألا تسقط كما سقطت غرناطة الأندلس ,
فإذا كان لأهل الأندلس المسلمين مثوى لجأوا إليه بعد سقوط الأندلس , فإلى أين سيلجأ أهل الأقصى إذا سقط الأقصى غرناطة الشرق ؟
بل إلى أين سيلجأ المسلمون جميعاً وقد سقطت عنهم ورقة التوت الأخيرة التى كانت تستر عوراتهم ؟
إلى أين سنفر فى الدنيا ؟
وكيف نواجه الله تعالى فى الآخرة ؟
وماذا سنقول للأمم التى سبقتنا عندما يجاوروننا فى يوم الحشر ؛
أسنقول لهم : نحن الجيل الذى أقيمت إسرائيل فى وجوده ؟
وسقط الأقصى فى يد عدوهم وهم أحياء ؟
يستعذبون الطعام والغناء والألحان !
يا للعار الذى سيجلل هاماتنا إذا سقط الأقصى !
يا ويلنا ممن سبقنا وممن يلينا إذا كان هذا السقوط من نصيبنا ,
فلن يكون الأقصى الذى سقط ,
وإنما نحن الذين سقطنا .