برنامج حزب عادى , هذا ما قاله البعض عندما تم الإعلان عن برنامج
حزب الحرية والعدالة , وكان هذا الحكم منهم بمثابة ذم للبرنامج ,
ولكنهم ودون أن يدروا كانوا يمتدحوه , لماذا ؟
لأنهم وبعد ما قرأوه فى بعض الصحف كانوا ينتظرون برنامج يتصدره
المطالبه بدولة دينية شعارها "الإسلام هو الحل" , وهيكله التنظيمى
يعطى الولاية للفقيه , ويقصى الكفاءات , ويعزل المرأة فى قوقع ,
ويضع ضوابط دينية على عضويته , ويلغى القوانين والحريات ويطبق الحدود بتشدد , ويضيق علي السياحة .
ولكنهم فوجئوا ببرنامج لحزب مفتوح لكل المصريين بكل أطيافهم ,
ويطالب بدولة مدنية مرجعيتها إسلامية متمثلة فى الأزهر الشريف ,
وتحترم حقوق الإنسان , وتساوى وتعدل بين كل أفراد الدولة ,
وتعتمد مبدأ الشورى والديمقراطية فى كل مجالات الحياة ,
وتعطى الأمة مصدرية كل السلطات , وتزكى الجوانب الفكرية والروحية
والإيمانية والأخلاقية فى الإنسان , وتطالب بممارسة سياسية ذات ضمير
يمنع تسلل الفساد إلى هذه الدولة , وتحترم الشرعية الدستورية ,
والمواثيق والمعاهدات الدولية التى وافق عليها الشعب ,
وتعتمد الحوار سبيلا لتحقيق الوفاق الوطنى ,
ويلى كل ذلك سياسة اقتصادية وثقافية ناهضة تتبنى مشاكل وهموم الوطن والمواطن .
ورغم نقاط التميز العديدة التى ظهرت فى هذا البرنامج إلا أننى أعتبر أفضل
امتيازاته هى صفة العادية التى وصف بها من قبل البعض , فهى دليل على أن البرنامج ليس به ما يخيف البعض كما كان متوقع ,
وأن الحزب سوف يحترم الأعراف الديمقراطية فى المجتمع المصرى ,
وأنه سوف ينطلق من نفس النقطة بالتساوى مع باقى الأحزاب ,
وعلى الجميع أن يجتهد لخدمة الوطن والمواطن .