الثلاثاء، 27 يوليو 2010

معاوية ويزيد وولاية العهد

بعد عصر آثر فيه الخلفاء الكفاءة على القرابة جاء عصر معاوية - رضى الله عنه - وقد أعلن ولاية العهد لولده يزيد فى حادثة غير مسبوقة ,
فقد اختار أبو بكر - رضى الله عنه - قبل وفاته عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ولم يختر لها ولد من أولاده , وقد أوصى عمر بستة من كبار الصحابة الذين توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ,
على أن يختار المسلمون واحدا منهم , ولك يجعل بينهم ابنه عبدالله وهو من أعلام المسلمين وقتها , وقد اختاروا عثمان -رضى الله عنه- , وقد قتل عثمان ولم يختر أحدا , واختار المسلمون عليا بن أبى طالب - رضى الله عنه - والذى رفض أن يولى ولده الحسن العهد من بعده ,
ولكن المسلمون فعلوا بعد وفاته , وها هو الحسن يضرب أروع الأمثلة فى التضحية بالملك من أجل حقن دماء المسلمين , ومن شروطه لذلك أن ترد ولايه العهد لاختيار المسلمين , ووافق عليه معاوية , ولكن طول فترة الملك وبطانة السوء زينت لمعاوية أن يخلفه ابنه , وكتب التاريخ تنفى عن معاوية أن تكون هذه فكرته , ولكن دائما هناك من هم ملكيون أكثر من الملك نفسه .
وقد رفض أعلام المسلمين بيعة يزيد , حيث رفضها الحسين بن على و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير , وخرج الحسين على يزيد رغبة فى رفع الظلم الواقع على المسلمين بتوريث الخلافة , وكم كان الحسين شجاعا فى خروجه , وكم كان مضحيا بروحه وأهله فى سبيل الحق , فهل ذهبت تضحية الحسين سدى ؟
وكذلك فعل عبدالله بن الزبير عندما رفض خلافة يزيد , وأعلن الخلافة لنفسه فى مكة والمدينة ثم البصرة , وقدم روحه فداءً لقناعته برفع الظلم الواقع على الناس بتوريث الخلافة , فهل ذهبت تضحية ابن الزبير سدى ؟
ومن بعدهما كان النفس الزكية , وزيد بن على زين العابدين , وغيرهم كثيرون ضحوا , وباب التضحية لن يغلق إلى يوم القيامة .
وكل هذه التضحيات عندما قدمت كانت تعلن رفضها أن تكون الأمة تراثا لأفراد يورثونه لأبنائهم , لأن هذا استخفاف بمقدرات الأمة وقيمة علمائها وعامتها , ولا شك أن هذه التضحيات كان لها الأثر الأكبر فى صيحة حديثة أطلقها أحمد عرابى الزعيم المصرى فى وجه رغبات الخديو توفيق حيث قال له : لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا عبيدا وتراثا , فلن نورث بعد اليوم .
ترى هل ستكون كلمات عرابى ممتدة أم منقطعة ؟ هل سيأتى اليوم الذى نكون فيه تراثا يورث ؟
وإذا تحولنا إلى جوامد تورث هل لى يوما أن أرفع رأسى وأقول أنا مصرى أم سأتوارى خجلا وأهرب من أى مواجهة يمكن أن أعير فيها بأنى مجرد شىء من أشياء لا إرادة لها ؟
أعتقد أنى لن أستطيع التعايش مع هذا الأمر لا قدر الله , وسيكون الانكسار نصيبنا , وربما هو انكسار لا وقوف بعده , ولمن سأقف لمصر التى أصبحت فيها تراث فليدافع عنها أصحابها ومالكيها أما أنا فسأتحول إلى شجرة لها جذر فى الأرض وتفتقد لإرادة الحركة .

هناك 4 تعليقات:

  1. اعتقد ان التوريث سيتم
    وان ما يحدث حاليا هو مسلسل معد سلفا
    ولم يتبق سوى الا تفاق على الحلقة الاخيرة
    والمشاهدون لا يهمهم سوى الاكتفاء بالمشاهدة

    ردحذف
  2. لا أرانى اله فى التوريث يوما
    ولا ملكتنى الرغبة فى البقاء موروثاً ولو ساعة

    ردحذف
  3. لكٌ ومليكْ

    يتاجرون فينا كل يومٍ...

    ...كالرقيقْ

    ينثرون بنا أحلامهم ...

    يوارون بلوننا سوادهم...

    فجعلونا كالدقيقْ

    يشكلون منه أفراحهم...

    فنحن مخبوزات العُرس العتيقْ

    وما لنا فى الأمر شىء...

    سوى جرح عميقْ

    وحرفك عبد الله يشبه أفكارهم

    فيحاولون تقييد كل حر ...

    طليقْ

    وحاشا لله أن تكون مثلهم

    فهم كالأذى ...

    واجب اماطتهم من الطريق

    خالص تحياتى أ/ عبدالله

    ردحذف
  4. سبحان الله التعليقات كانت متأكدة من التوريث لكن أمر الله وقضائه قدر الخير قبل وقوع البلاء لأننا أبتليناسنوات عديدة فرحمه الله واسعه وسبحان المعز المذل فنحن الآن فى حريه ولكنها حريه مطلقه لمن يعرف ولايعرف فندعوا الله فى الشهرالكريم بأن يحفظ الأمه الإسلاميه والعربيه وندعوا بالتوحد فى الأى دون نزاع يؤدى للتفرقه والسقوط فى قاع الهويه ورمضان كريم يا أستاذ / عبدالله M.A.M

    ردحذف