أخجل وأنا أقول أن عامة الشعب المصرى لم يستوعب معنى ومضمون
ثورة 25 يناير , فالثورة قامت لإزالة الباطل الواضح وإيجاد حاضر ومستقبل
أفضل لهذا البلد , ولكن عامة الشعب بل وبعض نخبه تأبى إلا أن تنظر تحت أقدامها , ولكنى ألتمس العذر لهؤلاء العامة , فلم يكن عدم الفهم ذنبهم ,
ولكنه ذنب النظام السابق الذى قضى فى الحكم ثلاثين عاما يربى شعبا
بطريقه تمكنه من الاستمرار فى حكمه إلى ما شاء الله ,
فقد ربى شعبا مطيعا تعود على طوابير لا نهاية لها لينال أبسط حقوقه ,
شعبا يخاف من كل زى ميرى بصرف النظر عن من يرتديه ,
شعبا يخاف القانون ولا يحترمه , لقد نجح النظام السابق فى تربية فئة
من الشعب تعودت على الحرمان , فإذا ما جاءها الارتواء استنكرته ,
لقد استنكروا زهد المجلس العسكرى فى حكم مصر , واستنكروا إمكانية
وجود شرطة أمينة , واستنكروا إمكانية وجود رئيس جمهورية قبل مجلس الشعب , استنكروا محاكمة الطغاة .
لقد شوه النظام السابق قطاع عريض من عامة الشعب حيث أدمنوا العيش على هامش الحياة , فإذا ما دخلوا فى مركزها استكثروا على أنفسهم
وانزووا إلى الهامش , استكثروا الحرية على أنفسهم ,
استكثروا على أنفسهم الحياة الحقيقية ؛ الحياة الحرة ,
وينتظرون الحاكم الذى تخضع له الرقاب بسطوته وغلظته ,
وكأن مقولة ( مصر تحتاج إلى دكتاتور عادل ) نص لايمكن الاستغناء عنه .
هذا الشعب الضحية يفرط فى فرصته فى الحياة الكريمة ,
يفرط فيها كل مسئول أمن لا يؤدى واجبه , ويفرط فيها كل
عامل لا يذهب إلى مصنعه , يفرط فيها كل من يهرب قوت الشعب
من أجل زيادة فى الربح , يفرط فيها كل ينتهز الفرصة لكسب مطلب فئوى
أو طائفى , يفرط فيها كل من لا يؤدى واجبه , لقد جاءتنا الفرصة
ولكننا نفرط فيها فلا نلوم إلا أنفسنا , فنحن فى مفترق طرق
وأسأل الله أن نسلك طريق الرشاد .