الأربعاء، 18 مايو 2011

مفترق الطرق ومسئولية الاختيار

أخجل وأنا أقول أن عامة الشعب المصرى لم يستوعب معنى ومضمون
ثورة 25 يناير , فالثورة قامت لإزالة الباطل الواضح وإيجاد حاضر ومستقبل
أفضل لهذا البلد , ولكن عامة الشعب بل وبعض نخبه تأبى إلا أن تنظر تحت أقدامها , ولكنى ألتمس العذر لهؤلاء العامة , فلم يكن عدم الفهم ذنبهم , 
ولكنه ذنب النظام السابق الذى قضى فى الحكم ثلاثين عاما يربى شعبا
بطريقه تمكنه من الاستمرار فى حكمه إلى ما شاء الله ,
فقد ربى شعبا مطيعا تعود على طوابير لا نهاية لها لينال أبسط حقوقه , 
شعبا يخاف من كل زى ميرى بصرف النظر عن من يرتديه ,
شعبا يخاف القانون ولا يحترمه , لقد نجح النظام السابق فى تربية فئة
من الشعب تعودت على الحرمان , فإذا ما جاءها الارتواء استنكرته ,
لقد استنكروا زهد المجلس العسكرى فى حكم مصر , واستنكروا إمكانية 
وجود شرطة أمينة , واستنكروا إمكانية وجود رئيس جمهورية قبل مجلس الشعب , استنكروا محاكمة الطغاة .
لقد شوه النظام السابق قطاع عريض من عامة الشعب حيث أدمنوا العيش على هامش الحياة , فإذا ما دخلوا فى مركزها استكثروا على أنفسهم 
وانزووا إلى الهامش , استكثروا الحرية على أنفسهم , 
استكثروا على أنفسهم الحياة الحقيقية ؛ الحياة الحرة ,
وينتظرون الحاكم الذى تخضع له الرقاب بسطوته وغلظته , 
وكأن مقولة ( مصر تحتاج إلى دكتاتور عادل ) نص لايمكن الاستغناء عنه .
هذا الشعب الضحية يفرط فى فرصته فى الحياة الكريمة , 
يفرط فيها كل مسئول أمن لا يؤدى واجبه , ويفرط فيها كل 
عامل لا يذهب إلى مصنعه , يفرط فيها كل من يهرب قوت الشعب 
من أجل زيادة فى الربح , يفرط فيها كل ينتهز الفرصة لكسب مطلب فئوى
أو طائفى , يفرط فيها كل من لا يؤدى واجبه , لقد جاءتنا الفرصة 
ولكننا نفرط فيها فلا نلوم إلا أنفسنا , فنحن فى مفترق طرق 
وأسأل الله أن نسلك طريق الرشاد .     

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    استاذ عبد الله انا معاك فى كل كلمة ... للاسف اوقات بفتكر لما كانوا بيقولوا ان الشعب غير مؤهل للديموقراطيه والحرية ... بس دا مش لاننا غير مستحقين للديموقراطيه لا دا لان الشعب المصرى وزى ما قولت ضحية لسنوات من التمهميش والاقصاء عن اى شىء يوهله لممارسة حياة ديمواقراطيه كريمة حتى يكون شهب سهل التحكم فيه .. للاسف
    جهل + حريه= اللى بنشوفه فى مصر حاليا

    شكرا جزيلا

    ردحذف
  2. سلمت يمينك أخى الفاضل ، فلقد صنعوا منا أشباه رجال فى الذل تم غمسنا لدرجة أننا استسغنا طعمه وأعجبنا لونه فتمنينا ألا نفارقه

    ردحذف
  3. يقع الحمل الأكبر على عاتق المعلم
    نحتاج لمعلمين يحملون مثلك هموم الوطن
    وأوجاعه والمثابرة على النهوض به
    أحييك أخى عبد الله على الروح العالية
    والنظرة القلقة على مستقبل الأمة
    تكاد تخرج من بين ثنايا كلماتك
    وفقك الله ورعاك

    ردحذف
  4. الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الباطل ثم يهدأ ليبني الأمجاد ( الشيخ الشعراوي ) رحمة الله علية

    ردحذف