كنت أعتقد أن المعارضة السودانية هى
أسوأ معارضة فى العالم لأنها أدت إلى إسقاط البلاد فى طريق إسقاط الحاكم ,
وظهرت
المعارضة المصرية كمنافس عنيد يأبى أن تأتى مصر فى المركز الثانى , فمصر أم الدنيا
وأم الحضارات ,
ودائما لها السبق والريادة .
ثورة يناير وحدت المعارضة المصرية
لأيام حتى تنحى مبارك , ثم تفرقت شيعا , تمنى كل شيعة نفسها بالحكم ,
فى فترة غاب
فيها الزمان والمكان فمنى الجميع نفسه وتهيأ له ولم يتصور نفسه محكوما أبدا.
ولم يستطع البعض أن ينتزع هذه الفكرة
من ذهنه , فالله أعلم متى يغيب الزمان والمكان عن مصر مرة أخرى
حتى تتاح له مثل
هذه الفرصة مرة ثانية , فهو أدرى الناس بنفسه أنه لن يصبح حاكما إلا فى غياب
الزمان والمكان .
وهكذا قدر لمصر أن يتثاقل عنها
أبناؤها فى إسعافها أملا أن ينال أحدهم فضل نهضتها منفردا ,
بل يستكثر أن يسعفها
غيره فهداه شيطانه إلى تعطيله .
وعلى درب المعارضة السودانية ظهر
مصطلح دول المعارضة فى مصر حتى بات واضحا للعيان أن
دول المنطقة لها تدخلات
وتداخلات من خلال بعض أطياف المعارضة .
وتكرر المشهد فى بداية شهر ديسمبر
على اثر ما يعرف بالإعلان الدستورى و الجمعية التأسيسية للدستور
وأحداث الاتحادية
ومحاولات الاستيلاء على القصر الجمهورى , وظهرت دبى كمحرك للاحداث فى مصر ,
وعاودت
الحلام ذوى هوى الجلوس على عرش مصر ,
ولكن جاء إقرار الدستور لتهدأ الأوضاع إلى حد
ما وتبقى النار تحت الهشيم ,
وتطل علينا ذكرى ثورة يناير لتأخذ حقها من الاستغلال
والتوظيف السياسى الضيق ,
مرورا بالعديد من الحوادث والطوارئ من مياه أمطار
وقطارات وانهيار مبانى ,
فكل شىء يوظف ولا يترك مرور الكرام , حيث لابد من الرقص
على أشلاء الوطن دون القيام بدور المعارضة الرئيسى
وهو طرح البديل للقرار الحكومى
, فالرقص أسهل ولو على أشلاء الوطن .