الاثنين، 14 يونيو 2010

الشيطان يسكن الفيس بوك


كلما دخلت إلى الفيس بوك قفزت أزمة مباراة مصر والجزائر فى وجهى كأنها قنبلة تنفجر على حين غرة , حتى أنى فى بعض الأوقات أتهيب من الدخول فى الفيس بوك , فالمتعصبون من الجانبين لا يقبلون بأنهم أخطأوا , فدائما الجانب الآخر هو المخطئ من البداية للنهاية , بينما هم ملائكة وديعة مسالمون مظلومون , لا يتذكرون أفعالهم إنما يحفظون عن ظهر قلب أفعال غيرهم , .... فاكر لما هم فعلوا كذا .... وقالوا كذا ...... وبدأوا بكذا .... وكلما نام الموضوع يخرج علينا مواطن من أى من البلدين ويتفاخر على الآخر بكذا... ويذكر الآخرين بكذا ... ويرد عليه الطرف الآخر ,,, هكذا اقتصرت حياة الأمة العربية الإسلامية على مشاكل المصريين والجزائريين , وكأننا انتهينا من مشكلة فلسطين ولنان والعراق واليمن والصومال ,,, إلخ .هل تفرغ الشباب فى مصر والجزائر لهذا الموضوع ؟ هل أصبحت حياتنا وقفا لهذا الأمر ؟ أنيأس من تبادل الخبرات والآراء وطرح الموضوعات الجادة على هذا الفيس بوك نظرا لانشغال الجميع بهذه القضية؟ألا يوجد فى مصر أو الجزائر غير هذه القضية ؟هل وصلت مصر والجزائر إلى قدر كبير من التنمية والحرية ومستوى معيشة مرتفع وحقوق الإنسان والاستثمار والتصنيع واستصلاح الصحراء ومحو الأمية والتكنولوجيا والتعليم ............................ ؟
هل نصبح رهينة داخل هذه الدائرة المفرغة ؟ رهينة لكل مناسبة رياضية يكون طرفها مصر أو الجزائر , وتتجدد بها الأزمة ؟ فشيطان الفيس بوك وجد فيه ما يشغله عن إلهاء الناس عن الصلاة فى خارجه , لقد جعلنا الشيطان مقيما فى الفيس بوك لا يتركه ليؤدى باقى مهامه , فقد وجد فى الفيس بوك نتيجة تفوق كل طموحاته , جعلته لا يفكر فى الخروج منه , ولماذا يخرج وهو يستطيع أن يوسوس لطفل مصرى أو جزائرى أن يضع أصابعه على لوحة المفاتيح ويكتب جملة تشعل لهيب الفتنة بين بلدين ؟ والعيب ليس فى هذا الطفل أو الشاب الذى سيطر عليه شيطانه وكتب ما كتب دون دراية بنتيجة ما كتب , ولكن العيب كل العيب فى من يترك نفسه فريسة لانفعالاته ولا يحكم عقله وينساق وراء شهوة الانتقام ويعلق على هذه الجملة التى يمكن أن يكون قد كتبها طفل , أو شاب متهور , أو عدو متنكر فى صورة صديق , أو شخص غير مسئول , سطحى غير مثقف , فالواجب على العقلاء ألا يعلقوا إلا بما يسكن الأمور لا أن يشعلها , وأن يشعر كل واحد منا أنه محاسب أمام الله على ما يقول , فليقل خيرا أو ليصمت . فأرجوا من الجميع أن نعمل جاهدين أن يشعر شيطان الفيس بوك بالفراغ وعدم جدوى وجوده بيننا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق