منذ فترة طويلة وأنا أرى أن كرة القدم فى بلادى كانت وسيلة
يستخدمها الحاكم فى تسكين آلام الشعب بدلا من علاجها ,
فإذا كانت البلاد غارقة فى الهزائم الاقتصادية والسياسية والنفسية ,
فالحل يكمن فى فوز فى مباراة كرة قدم تخرج على أثره الجماهير
إلى الشوارع ترقص وتغنى وكأن كل مشاكل البلاد قد تم حلها ,
فأصبحت كرة القدم أفيون يخدر المشاعر فى دول العالم المتخلف .
وبعد ثورة 25 يناير فى مصر كان من المتوقع أن يكون الشعب
على مستوى الحدث , ولكن كان تأثير النظام السابق نافذا وقويا فى غالبية الشعب , فظهر الشعب أقل بكثير من قيمة الحدث الجلل ,
وبدا يبحث عن مكاسب شخصية تضر المصلحة العامة ,
ومن هذه المصالح الشخصية أن يفوز فريقه بمسابقة دورى كرة القدم ,
أو لا يهبط فريقه إلى الدرجة الأدنى تحت أى ظرف من الظروف ,
فلا مانع من السب والشتم , ولا ضير من إلقاء الزجاجات والحجارة ,
وإمكانية الهجوم على الملاعب وضرب اللاعبين والحكام والأمن
وتحطيم الاستاد , ويقول قائل وما الجديد فكل هذا كان يحدث قبل الثورة .
نعم معظم ذلك كان يحدث قبل الثورة ولكن قبل الثورة لم يكن
أحد يجتاح الملاعب مثل الآن , ولعلها عدوى تونسية أيضا ,
ولم يكن أحد يتجرأ على الأمن ,وللأسف كل هذا يؤخر موعد عودة
مصر إلى مركزها ومكانتها , مصر التى نعرفها ويعرفها الزمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق