السبت، 6 فبراير 2010

ريف البرلس

جاءت امتحانات الفصل الدراسى الأول للشهادة الإعدادية , وهى امتحانات أستغلها للتعرف على ريف البرلس الذى يتمتع بطبيعة خاصة .
وذهبت إلى قرية السبايعة على الساحل القبلى لبحيرة البرلس , للعمل كملاحظ فى اللجنة ,وهى قرية تتمتع بجمال طبيعى غاية الروعة .
حيث تنتشر المنازل على الكثبان الرملية الساحرة , وسط النخيل المنتشر فى كل مكان , ورياح الشتاء تجعلها تتمايل من منزل إلى آخر كأنها تهوى عليه تناجيه أسرارها .
وفى المناطق السهلية يوجد شجر الجميز الرائع المنظر , والذى تبدو عليه علامات قدم الزمن .
والبلدة عبارة عن طريق ممتد من ساحل البحيرة إلى قرب الطريق الدولى الساحلى قبالة قرية بلوش ,
وهذا الطريق تنتشر على جانبيه منازل أهل القرية , وفيما عدا ذلك فالكثبان الرملية تسيطر على المكان , لا يتخللها إلا النخيل .
أما عن الهواء فهو فى غاية النقاء , فكنت أسير على هذا الطريق فى الصباح استنشق الهواء فأشعر بالصفاء والنشاط والحيوية .
وأنا أستمتع بفترة الامتحانات على عكس العديد من المعلمين , ففترة الامتحان أقضيها داخل اللجنة صامتا متأملا الحياة , وهى فترة تجعلنى أقف مع نفسى لتأمل أحوال حياتى , وفرصة للحديث مع الذات بهدوء وتريث , وقلما يجلس الإنسان مثل هذا الوقت فى الحديث مع نفسه , يرتب أولوياته , ويواجه أخطاءه , فلا أخفى عليكم هى امتحان للطالب والمعلم فى نفس الوقت .
وبجوار المدرسة يوجد المقابر , وكأن المدرسة تحمل فى موقعها نوعا آخر من العلوم على الجميع أن يتعلمه , حيث يجب أن تتعلم فيها ما ينفعك عندما تنتقل إلى جوارها , ففى المدرسة يفتح الإنسان مداركه وفى جوارها فى المقابر يقفل الإنسان صفحته , ففى هذا المربع البداية والنهاية معا .
ولا شك أن كل هذه المؤثرات جعلت هذه الرحلة غنية , وأكدت على موقفى فى التعرف على قرى البرلس من خلال المتحانات , فبدلا من أن تكون مصدر تبرم وضجر أجعلها فرصة للتعرف على أرض جديدة و أناس جديدة , وعادات جديدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق