أكيد سيختلف البعض معى
وسيتفق البعض الآخر,فهى كلمة بمثابة وضع اليد على القرح
رغبة فى تطهيره , وهذا فى
منتهى الألم ولكنه الألم الضرورى واللازم للعلاج,
فإني أرى أن بلطيم تفقد وزنها بسبب
التآكل الداخلى والخارجى .
التآكل الداخلى يتضح فى
مظاهر متعددة منها ضعف الرابطة الأسرية والعائلية وتردى المستوى السلوكى وضعف
التقاليد والقيم داخل المدارس وتردى أوضاع المؤسسات الخدمية داخل المدينة .
والتآكل الخارجى يتضح
فى انكماش المجال الحيوى لبلطيم حيث تحجم دورها وتفاعلها مع القرى المحيطة بها ,
ولن نخوض فى التفاصيل فيكفى ما تشهده بلطيم من ضعف تجارى ناتج عن تغيير القرى
المحيطة لوجهتها الاقتصادية , حيث ابتعدوا عن العجرفة فى المعاملة والاستعلاء
السطحى والكبر على غير أساس , ابتعدوا عن بلطيم وتكاتكها وسائقيها ونماذجها
البشرية الواردة عليها والتى لا تمثل طبيعتها الأصلية , ولم تعد بلطيم الباب الذى
يطل منه الإقليم على العالم , بل أصبحت بلطيم مدينة قائمة تجاريا على المستهلك
المقيم بها فقط وحرمت من القوة الشرائية لأجوارها.
وبلطيم لم تفقد وزنها
التجارى فقط , بل فقدت وزنها السياسى أيضا , فحسب آخر تصويت تم فى الاستفتاء على
الدستور صوت فيه من البرلس 36000 ناخب
منهم من بلطيم 11250 ناخب مقسمون إلى أربع كتل تصويتية متنافرة إلى حد ما ومنقسمة
إلى كتلتين ظاهريا , أى أنهم لا يحسمون أى مراكز انتخابية , فالحسم أصبح خارج
بلطيم وسيتضح ذلك فى قوائم الانتخابات القادمة حيث سنجد شخصيات من خارج بلطيم يجمع
عليها البرلس ولن تحصل من بلطيم إلا على أصوات النصير الفكرى والأيديولوجى , وسنجد
شخصيات من بلطيم لن يحدث عليها إجماع داخل بلطيم ولن تحصل من الخارج إلا على أصوات
النصير الفكرى والأيديولوجى فقط .
لا بد أن نصارح أنفسنا
أهل بلطيم , لقد فقدنا الكثير من القيم والروابط التى جعلتنا نفقد السيطرة على عدة
أجيال متعاقبة من الأبناء , نفروا منا سكان الإقليم , وضاقت علينا الحلقة فبتنا لا
نتحمل بعضنا وأصبح بأسنا بيننا وشاع بيننا شخصيات إجرامية لها كلمة مسموعة فى
الباطل فلا خير فيها أو منها , وغاب عنا الكبراء المهابون الجاذبون للأطراف , غابت
القدوة الحاسمة فضاعت أجيال فى سراديب الفراغ والسطحية والتعصب , وضعفت قيم احترام
الكبير واستغلال الوقت والحرص على العمل والإنتاج والحرص على الجار والصداقة
الحقيقية .
وأرى الحل يكون فى
مدارسنا التى ينبغى أن تركز على المنظومة الأخلاقية والقيمية وإعلاء المبادئ
الإنسانية , وتعمل على تشكيل وجدان جمعى يدعم التعاون والعمل الجماعى ويربط الفرد
ببيئته ومحيطه بما يزيد من مساحة هذا المحيط فلا ينحصر فى شارع أو حى أو مدرسة أو
منطقة , فيكون الانتماء واسع الدائرة تحكمه دائرة خلقية قيمية إنسانية , تدعمه
مهارات التعاون والعمل الجماعى والمشاركة وقبول التنوع والاختلاف فى الرأى
والتسامح .
وكذلك ينبغى تكوين مجلس
عرفى يتدخل فى المشكلات الداخلية والسيطرة على ظاهرة البلطجة ولو من الناحية
العائلية بداية , وعلى هذا المجلس التحرك الجماعى للتواصل مع أرجاء البرلس لتجميع
أوصاله وإظهار الدعم فى حالة الأزمات والملمات , والحرص على أداء الواجبات
الاجتماعية داخل البرلس , وعمل جلسات تضم الجميع لمناقشة أحوال البرلس ( طرق –
مواصلات – تأمين الأسواق – تسليم المطلوبين أمنيا – حصر المحتاجين للمساعدة
المادية - ...........................)
وأخيرا أتمنى أن أكون
قد أحسنت توصيل الفكرة والتى أكرر أنها ستكون محل اختلاف واتفاق .
احسنت العرض يا استاذ عبدالله . . خاصة فيما يخص العلاقة بين بلطيم وما حولها .
ردحذفاحسنت العرض يا استاذ عبدالله . . خاصة فيما يخص العلاقة بين بلطيم وما حولها .
ردحذف