الاثنين، 25 مارس 2013

الإلحاد قادم



كما فتحت الثورة باب الحرية للتيار الإسلامى , فتحت باب الحرية أيضا للفكر اليسارى والشيوعى الإلحادى , وما أراه على أرض الواقع أن تيار الإلحاد الملتحف باليسارية والعلمانية يحقق تقدما على حساب التيار الإسلامى لأسباب :
1- انضمام كتلة النصارى كاملة إلى التيار اليسارى والعلمانى رغبة فى تقليص وإنهاء أثر الفكر الإسلامى فى مصر , خاصة وأن الكنيسة تحولت إلى سياسة الهجوم الاستباقى.
2- الكتلة اليسارية والعلمانية تستخدم مصطلحات براقة وجذابة لها مفعول السحر فى نفوس الشباب الثائر ( الاشتراكية – العدالة الاجتماعية – الروح الثورية – الحرية – التحرر الفكرى – العقل والابداع لا النقل والاتباع- التجديد والتغيير – التنوير – الجماهير – حقوق الفقراء – الكفاح – النضال - .... ) وكلها مصطلحات توظف فى غير موضعها , إلا أنها تناسب روح الشباب المندفعة الساعية نحو التجريب والتخلص من القيود ( إى إلى التمرد).
فى حين نجد شباب التيار الإسلامى قد تربى على العادات والتقاليد الراسخة والالتزام والسير فى ركب الجماعة والأخذ برأيها , فلا فردية ولا انفراد .
كل هذا أعطى فرصة لشباب التيار اليسارى والعلمانى لإظهر الشعور بالاستعلاء على شباب التيار الإسلامى والسخرية منه ومن التزامه واتهامه بعدم إعمال العقل وإن كان هذا يتنافى مع مفهوم الالتزام الحزبى فى الممارسة الديمقراطية . 
3- يختار التيار اليسارى والعلمانى شبابا بمواصفات معينة وسمات شخصية خاصة ويمنحهم دورا قياديا يشعر فيه الشاب بذاته بصرف النظر عن نوع تعليمه , وينبهر بأماكن الاجتماعات الفخمة والجلوس مع شخصيات كان لا يراها إلا فى القنوات الفضائية , ومع تسليط الأضواء وما يعتقده هو أنه وسط راقى كلها مغريات على الاستمرار , وتبدأ أحلام اليقظة فى أخذ الشاب بعيدا ؛ سيودع الفقر , سيجالس الصفوة   وينادونه باسمه , سيعوض ما فاته , ويحصل على مكانة وأهمية من خلال بذرة موهبة حلم كثيرا باستثمارها.
وهكذا أصبح النضال وسيلة من وسائل الحراك الاجتماعى للشباب , والبحث عن مكان داخل المنظومة التى تتشكل حديثا فى مصر , وكلما كان ضد الفكرة الدينية كان البروز أسرع , والمكانة أكبر وسط من آمن أن أهل الدين خصومه الذين يجب القضاء عليهم , فإذا لم يستطع فلا مانع من ضرب جذرهم وقاعدتهم وهى ضرب الدين نفسه فى سبيل القضاء على منافسهم السياسى .
وهكذا بدأت حملات للتنفير من الالتزام الدينى بل والأخلاقى وكل ما يرمز له ( شخصيات فكرية – شيوخ – إعلاميين – لحية – حجاب – نقاب – مسبحة - ....) .
وأصبح الالتزام مجاهدة للنفس وأهوائها ومجاهدة لوسائل الإعلام بمن فيها من العلمانيين واليساريين والإلحاديين .
4- يتبنى الإعلام التيار اليسارى والعلمانى ويرعاهم , ويكبر صغيرهم ويؤله كبيرهم.
5- التيار الإسلامى ينفق أمواله على المساعدات الاقتصادية والاجتماعية للطبقات الفقيرة , وهى طبقات تتميز بعدم الفاعلية السياسية , وهم غالبا أيتام وكبار سن وأصحاب أمراض .
بينما ينفق التيار اليسارى والعلمانى الإلحادى أموال طائلة على جمع الحشود لتظهر تجمعاتهم عامرة وفاعلة خاصة أمام المؤسسات السيادية حيث يظهر أثر العناصر المستفيدة من فائض المال السياسى لليسار والعلمانيين على سكان العشوائيات وأطفال الشوارع .
وأما عن دور التيار الإسلامى نفسه فى تمدد تيار اليسار والعلمانية الإلحادى فحدث ولا حرج حيث لا أعفيهم من المسئولية , وإليك أمثلة :
1- منذ قيام الثورة فشل التيار الإسلامى فى استخدام الإعلام على كافة المستويات , فلم يوظف استثمار فى مجال الإعلام , ولم يقدم وجوه تحسن التعبير عنه وعن مشروعه الحضارى , بل أن الإعلام المغرض استطاع اصطياد الشخصيات الإسلامية المنفرة  ذات الشطط وغير المعبرة عن وسطية واعتدال التيار وتقديمها للبسطاء على أنها تمثل النظام الحاكم فى حالة تصويتكم للإسلاميين , فبات الأمر إصرار على التنفير وتشويه التيار الإسلامى وما يقدمه للمجتمع .
2- انشغال الشيوخ والعلماء والمربين بالعملية السياسية وترك مجال الدعوة مما أوجد ثغرة يسدها صاحب الصوت العالى ولو كان نشاذا , ونسوا أن الزمن لا يقف وأن كل يوم تتفتح أذهان دفقات بشرية تحتاج أن تتفتح أذهانها على النور والفطرة السليمة , ولكن واقع الحال يقول أن ذهنها تفتح على برامج التوك شو وسيرضعن لبن الأفاعى وسيسرى فى أحشائهم ويبقى حنينه لهم ويصبحوا لهم أتباع أوفياء .

أيها السادة هناك خلل فى جميع المعادلات وأتوقع أن ينتاب مصر موجة من الإلحاد وتآكل القيم الدينية الإسلامية لدى صغار السن فى مجتمع اتحدت فيه كل الأطراف المعادية لمشروع الإسلام الحضارى ( مستفيد من النظام القديم – طامح فى السلطة  ناقم على النظام الحالى – نصارى يرفضون صعود التيار الإسلامى – شيوعيون يحاربون عن عقيدتهم – ملاحدة ضد الدين – ضحايا مرحلة التشوه خلال أكثر من ثلاثين عاما من بلطجية وأطفال شوارع وعاطلين .
اللهم أعز من اتبع نهجك فى مصر وسار البلاد  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق