الاثنين، 17 يناير 2011

سرقة حمرة علم تونس


كانت مفاجأة لى أن أعرف أن لأمريكا قاعدة عسكرية فى تونس ,
وأن تونس محطة هامة للأسطول السادس الأمريكى .
وكانت مفاجأة لى أن أعرف أن وزارة الخارجية الأمريكية ليست
هى المنوطة بالتعامل مع تونس فى فترة حكم بن على ,
ولكن المنوط بالتعامل معها هى وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA
وكانت مفاجاة لى أن أعرف أن الرئيس الهارب زين العابدين بن على
تم تعيينه سفيرا لتونس فى بولونيا بطلب من أمريكا لمتابعة
الوضع الداخلى فى بولونيا لصالح امريكا .

وكانت مفاجأة لى أن اعرف أن بن على كان متعاقدا مع شركة إيطالية
لإعداد سيناريو للهرب فى حالة الانقلابات وغليان الشعب .

وكانت مفاجأة لى أن أعرف أن CIA والموساد كانتا متوغلتين فى أعماق تونس
لحفظ أمن الرئيس الهارب بالطبع لأنه ينفذ الأجندة الأمريكية .
وكان يجب على أن أستنتج صلة بن على القوية بالأهداف الأمريكية عندما عمل
منذ فترة ليست بالبعيدة على تعطيل انعقاد القمة العربية بتونس .

لقد كنت اعتقد أن أمريكا لا تهتم بالشأن التونسى لعدم وجود بترول بكميات
مغرية فى تونس , ولكن أجندة المصالح لا تتوقف على البترول .
ولا شك أن فرنسا الآن فى حيرة كبيرة من أمرها , حيث فى السابق
قد قدمت تونس على أنها مثال للدول التى يجب أن يكون عليها الشرق ,
مما جعلها تتأخر فى التعليق على الأحداث فى تونس طوال شهر كامل ,
وانتهى بها الأمر إلى رفض استقبال طائرة الرئيس الهارب .
وليس مفاجأة أن يتعجب العقيد القذافى مما فعله شعب تونس ,
وليس عجيبا أن يمجد فى شخص أخيه الزين ولد الزين ,
فهكذا تعودنا على ردود فعله الغريبة .

لقد بدأت الأبواق المصرية تخرج فى بعض الفضائيات وتعطى

النصائح المجانية وتعلن تخوفها من وصول التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم
فى تونس , وأطلقوا تحذيراتهم للشعب التونسى , ففى مفهومهم أنه
ليس خطيرا أن تصل تيارات اليسار الشيوعية إلى الحكم ,
أو يتحايل النظام القديم ويعود فى زى جديد , ولكن المشكلة عندهم هى
وصول التيار الإسلامى حتى ولو كان معتدلا إلى الحكم .


وهذه الأبواق مدفوعة الأجر تهدف إلى غايتين :
1- توصيل وجهة النظر الأمريكية والفرنسية خاصة والغربية الأوربية عامة

فى عدم تولى تيار إسلامى للحكم للحفاظ على المكتسبات
التى حصل عليها الغرب فى تونس طوال الفترة السابقة .
وإن كانت المفاجأة قد عقدت ألسنة أمريكا وفرنسا فلا تستطيعان الإعلان عن ذلك ,
فإن الخدم المأجورين الراكعين لأسيادهم جاهزون لتوصيل الرسالة
للشعب التونسى بتحييد الدين عن منظومة الحكم فى تونس .

2- التعبير عن مكنون صدر الأنظمة العربية التى ترى فى التيار الإسلامى

مهددا لوجودها , وجعلته عدوها الأول الذى يجب محاربته داخل وخارج الحدود ,
فلا تسمح بوجود نظام إسلامى فى الإطار الإقليمى يمكن أن يكون ملهما لشعبها
فى تتبع أثره والاسترشاد بخطواته .
وحتى لو كان التيار الإسلامى معتدلا رشيدا فهو غير مسموح به
حتى لا يمثل نموذجا يحتذى به فى المستقبل , وخاصة أن هذه الأنظمة القابعة
فى الحكم لمدة طويلة تستعمل التيار الإسلامى فى بلادها كفزّاعة
تخوف بها الغرب من نموذج الحكم المتشدد ضدهم الذى يمكن أن يصل للحكم
إذا ما أصر الغرب على مطالبتهم بتطبيق مبادئ الديمقراطية والعدالة ,
فيضطر الغرب إلى التراجع عن مطالبتهم بالإصلاح .

فهذه الأنظمة تخشى من نجاح نموذج إسلامى واحد , وترى فيه مهددا لتواجدها واستمرارها فى الحكم , وتزيد الخشية إذا كان هذا التيار الإسلامى مقاوما ,
حيث يكتسب محبة وتأييد الشعوب العربية والإسلامية جميعها ,
وترى فيه شرعية واقعية اكتسبها من محاربته لأعداء الأمة
بينما تدعم الأنظمة الرسمية الأعداء
وتحرص ألا تنتصر المقاومة المكتسية بالكساء الإسلامى
حتى لا تشعر بالحرج أمام شعوبها لتقاعسها عن تحقيق إرادة شعوبهم .

وبالإضافة إلى هذه التحركات التكتيكية من الأبواق المصرية الملعونة ,

هناك أبواق أخرى تونسية تصدر من قيادات الحرس الوطنى التونسى
تحاول إلحاق الأذى بالجيش التونسى ,
وتحاول زعزعة ثقة الشعب به بربط تحركاته بالمصالح الأمريكية ,
وبالإضافة إلى الاجتماعات الحكومية الفرنسية المتصلة
والتى تنفض دون إعلان نتيجة معلنه مما يوجس خيفة بالنفس ,
كل هذا جعل الشك يتحول إلى يقين بأنه هناك من يحاول سرقة الثورة التونسية ,
بلا شك هناك من استكثر على الشعب إنجازه فيخطط لحرمانه من حصد نتائجه ,
فهل سيتنبه الشعب ويقوم بحماية إنجازه التاريخى ؟ أتمنى ذلك ,
وأتمنى أن تكشف عنه الأيام القادمة

وأتمنى ألا تستطيع أحد من سرقة الثورة ولا سرقة حمرة العلم التونسى

الذى يرمز لتضحياته ودماء ابناءه , خاصة أن

العلم التونسى الآن أصبح له رمزية فى كل العالم كله ,

فإذا ما رأيته فى أيدى جماعة من الناس على وجه الأرض تعرف مطالبهم

دون أن تسمعها .

هناك 3 تعليقات:

  1. اللهم ارزقنا جميعا من عندك نصرا عاجلا معجلا
    تحية من المغرب الأقصى

    ردحذف
  2. هايل جداً ياعبدالله والله كل هذه الكلمات نتمنى أن تكون لهاصدى وعبرة ودروس مستفادة عند من لايعرف قيمة العلم المصرى ولكن هيهات فالشباب الواعى نطق بما قد كان يسيطر على فكرنا نحن ولم نقدر على تنفيذه وكم كنت أتمنى أن أكون معهم فى ميدان الشهداء ولكن كان عندى يقين بالله أن ساعه الظلم ساعه وسوف تزول ويارب بارك فى أمثالك وفى الشباب وبحب بلدى وشكراً على معلوماتك

    ردحذف