الاثنين، 7 مارس 2011

يوم فقدنا النطق

نعم هو الحلم الذى لا تحب أن تستفيق منه , فى صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2010م
لم يكن أكثر المتفائلين يتصور أن أن يكون هذا اليوم يوما فارقا فى تاريخ الشعب المصرى ,
كان الناس يسيرون فى مسيرة التظاهر وعيونهم قلقة ,
ورجال أمن الدولة وكلاب النظام تفترسهم وتسجل أسماء كل من تعرف اسمه من المتظاهرين ,
ولكن الناس لم تبال , وكل منهم يتلفت حوله يستمد القوة من وجوه الناس حوله ,
وبدأت الهتافات تهز عرش مبارك , وتدوى فى الأرجاء تعلن مطلب الجميع بسقوط النظام ,
والناس لا تعبأ برجال أمن الدولة والمباحث وقوات الأمن
وعندما تراجع المشاهد التى عرضتها المحطات الفضائية ترى القسوة التى تعاملت بها قوات الأمن
مع المتظاهرين فى القاهرة والإسكندرية والسويس خاصة , يا لها من قسوة مفرطة !
يا لتلك الحقارة التى تعاملوا بها مع الشعب !
أمن مصر يضرب شعب مصر , يا للعار .
لماذا يا مبارك ؟ وعلام كل هذا القتل ؟ أمن أجل كرسى الحكم تقتل الشعب ؟
قطعت على نفسك خط الرجعة , وقطعت ما بينك وبين الشعب , فلم تعد منه ولم يعد معك ,
بدأت حياتك تقاتل إسرائيل من أجل الشعب , وأنهيت حياتك تقاتل الشعب متحججا أمام الغرب بأمن إسرائيل ,
نعم أنت فى أعيننا شخص ميت ؛ ماتت فيك الرجولة , والنخوة , والمصرية , لست مصرى ,
ولم تترعرع على أرضها , برأت منك أرضها , وبرأ منك نيلها , ودينها , وربها ।

تبا لكرسى الحكم , تبا لأمريكا , تبا لإسرائيل , كم زاد الحساب عليك يا إسرائيل !
كم زاد الحساب عليك يا أمريكا , يا مدعية حقوق الإنسان , يا مدعية الحريات , تبا لك ولمن سار فى ركابك ,
يوم الحساب قادم لا محالة , يومك قادم يا أمريكا , يومك قادم يا إسرائيل , وغدا لناظره قريب ।

***********************************
وعندما جاء يوم الجمعة 28 يناير المعروف بجمعة الغضب تحولت كل شوارع مصر إلى نار ملتهبة ,
إلى كتل بشرية تنفث عن غضبها , خرج المارد من القمقم , وكسر حاجز الخوف السميك ,
لقد أنفجرت مشاعر الناس , وطفح الكيل بها , وبلغ السيل الربا ।

كانت المواجهة أمام قوات الشرطة رائعة باعثة على التدفق واستثارة المشاعر .
لقد خرجت جحافل المحرومين بعد انسحاب أمن مبارك المصون تسلب مقتنيات مؤسسات القمع ,
يغلب عليهم الانتقام , فكل من قام بسلب شىء يسلبه بروح الانتقام ।
من سرق من يا رئيس مصر ؟ من سرق مصر ؟
هل الشعب الذى سرق أم أن الذى سرق هو من أعطى الأمر بسحب الشرطة والأمن من الشوارع ,
الشرطة انسحبت تماما من الشارع وقامت بترك مؤسسات وممتلكات الوطن , ثم عادت فى زى مدنى وبدأت بحرق بعض المؤسسات وبدأت عملية السلب والنهب وفتحت الطريق أمام بلطجيتها ليسلبوا وينهبوا ,
وذلك ليشوهوا هبة وانتفاضة الشعب ।
الشرطة عدو الشعب
الشرطة تكره الشعب
الشرطة تستعبد الشعب
كان أمن الدولة هو الذى يحكم مصر وليس مبارك
مبارك لم يكن متفرغا لحكم الشعب , فشمس شرم الشيخ استحوذت على وقته وفكره
وترك البلد لأمن الدوله ورجاله المخلصين له مثل وزير الداخلية حبيب العادلى
عاشت مصر حكم العسكر أيام ثورة 1952م , وعاشت حكم الأمن أيام مبارك
اعتقدنا أن للحائط آذان تستمع لحديث الناس وتنقله للأمن , وآمنا بضرورة السير بجوار الحائط ,
حطم الله حوائطكم التى طالما أرعبتنا .
من سرق من
هل الشعب الذى سرق أم أن الذى سرق هو من قام بتشويه دستور مصر حتى صار فى موضوع الرئاسة أشبه بمطالب دجال من سيدة بلهاء ( عايز غراب أبيض برجل عرجاء وشامة على منقارة )

من سرق من
هل الشعب الذى سرق أم أن هناك حزبا سرق بلدا كاملا
نعم لقد سرق الحزب الوطنى الديمقراطى مصر ؛ سرق مقدرات مصر , سرق خير مصر , سرق إرادة مصر , سرق شعب مصر , سرق صوت مصر .
زوّر كل الانتخابات ؛ انتخابات رؤساء الفصول فى المدارس وانتخابات الطلاب فى الجامعة , وانتخابات النقابات والاتحادات المهنية , وانتخابات المحليات وانتخابات مجلس الشورى وانتخابات مجلس الشعب , زور كل الانتخابات ثم أخرج لسانه للشعب قائلا : ماذا تفعلون ؟
لقد اتتكم الإجابة
هذا ما يمكن أن يفعله شعب استنفذ معكم كل الصبر والتحمل حتى وصل إلى الانفجار ,
انفجر الشعب عندما شعر أنه لا فرق بين الحياة والموت فاندفع ماردا متمرا على سجانه ,
ليس لديه ما يخسره لقد خسر كل شىء ؛ خسر نفسه , خسر مكانته , خسر احترامه بين الشعوب .

خاطئ من يتصور أن الجوع هو الذى أخرج المصريين , لقد أخرجهم القهر , وتولى أمن الدولة حكم البلاد وقيامه بإرهاب العباد .

خرج الناس إلى المظاهرات
خرجوا يتلمسون القوة من بعضهم البعض , لقد كانوا يتامى ؛ يتمهم نظام فاسد , أمرض أجسادهم , وأخفض هاماتهم , وكسر أعينهم , حولهم إلى لاهثين وراء قوت يومهم , خدرهم بالوعود الكاذبة ,
منذ صغرى وأنا أنتظر انتهاء الخطط الخمسية , خطة وراء خطة , وأنتظر وعى جموع الشعب حصاد هذه الخطط ولا يأتى الحصاد , ثلاثون عاما ننتظر الحصاد واستفقنا على الحقيقة المرة أنه لم يكن هناك يوما زرعا حتى يأتى حصاد .

ولو فى يوم قلت كلمتين
أو بانت عليك علامات الفهم تتهم أنك إخوان مسلمين
تهمة جاهزة انت فاهم انت إخوان مسلمين
هو عيب الفهم فى البلد ولا الفهم ضد النظام

أصنام النظام
قام أصنام النظام متحجرو العقول رجعيو الفكر إلى اتهام الإخوان المسلمين بالتآمر على النظام , ولا يعلمون أنهم بهذا الاتهام يضعون وساما على صدورهم , فهذا النظام التآمر عليه شرف , وهل كل شعب مصر إخوان ؟
أين أنصار الحزب الوطنى ؟ هل كان هذا الحزب يتيما ليس له أنصار؟ إذن فمن كان يصوت له فى الانتخابات؟ هل هم العفاريت ؟ الأشباح ؟ أم الجبروت ؟

***************************************************************
نجونا نجونا وعهد الله
طاغيتنا أصبح أبتر ليس له مستقبل وقام بشطب تاريخه , لا توريث ولا حتى بقاء , دماء الشهداء لم تذهب سدى , فى جنة الخلد ايها الأبطال , يا من قهرتم الذل فى نفوسنا , يا من محوتم العار من جباهنا, يا من زلزلتم العرش من تحت طاغية جبار

مصر الآن حبلى
ويولد على أرضها جيل جديد , لا يعرف المفردات القديمة أو الكلمات القديمة
جيل كل ما يعرفه جديد , المصرى المطيع مات بلا رجعة , المصرى القديم مات , مات ولن يبعث .
الجيل الذى كان يبدو فى عيون الكثيرين هشا ضعيفا يستحق نظرات الشفقة على الحاضر الهزيل والمستقبل مقطع الأوصال , هو الجيل الذى وقف للطاغية يطالبه بالرحيل ,
وينطلق بكل ما أوتى من قوة نحو قاتله يقدم دمه فداء لحرية الوطن ,
محطما جدار الخوف الذى استحوذ على حياة العباد ।
هنيئا لك يا مصر شبابك ورجالك ونسائك , هنيئا لك استيقاذهم من ذلك السبات ما أقبحه
**********************************
ليلة ذوبان الشرطة
صدق أو لا تصدق وأرجو ألا تصدق , شرطى مصر خائن لشعبه
صدق أو لا تصدق وأرجو ألا تصدق , شرطى مصر يروع شعبه
صدق أو لا تصدق وأرجو ألا تصدق , شرطى مصر يقتل شعبه فى المظاهرات السلمية
صدق أو لا تصدق وأرجو ألا تصدق , شرطى مصر يتآمر على شعبه , ويفر استجابة لأمر الطاغية ويتملص من واجبه فى حفظ الأمن , يترك ميدان المعركة ويترك ظهر شعبه مكشوف , ويترك الشعب بلا أمن أو مطافئ أو رجال مرور , ويا ليتهم اكتفوا بذلك , بل فتحوا غرفات حجز المشبوهين واللصوص ليخرجوا ليمتصوا دماء الشعب , عار عليكم , ويا ليتهم اكتفوا , بل فتحوا السجون ليخرج آلاف المحكومين لينشروا الرعب والفزع بين الأطفال والنساء والعجائز فى بيوتهم بينما الشباب والرجال يتظاهرون طلبا لرحيل سيدهم .
كم سيكون عقابهم عظيما عند الله هؤلاء الذين روعوا الآمنين فى بيوتهم , عليهم لعنة الله وأرانا فيهم يوما يذوقون فيه من جنس ما أنالوا العباد من سلب ونهب وترويع , ويا ليتهم اكتفوا بل أطلقوا كلابهم المسعورة المعروفة باسم الشرطة السرية وهم تخصص دس وسط المظاهرات فى لبس مدنى واصطياد المتظاهرين والقبض عليهم , وهم أيضا تخصص بلطجة وإرهاب للناس وتلفيق قضايا وفرض إتاوات, وهم أيضا تخصص تزوير انتخابات وهى تجارة رائجة للشرطة المصرية كلها ,أى يندر فى بلادى القديمة أن تجد شرطى شريف .
يا للعار الذى سيجلل رؤسكم فى محياكم ومماتكم وفى كلا الحالتين أنتم فى عيوننا أموات .
***********************************
الأطفال فى بلادى اصبحوا كبار , الشباب فى بلادى اختلفت ملامحهم , ظهرت عليهم ملامح كانوا يفتقدونها , يا ليتكم رأيتموهم وهم بالعصى يحرسون ديارهم ومرافقهم العامة من بنوك ومتاجر ومصانع ومجالس مدينة ومؤسسات عديدة عندما ذابت الشرطة .

**************************************
تخيل ... غرفة عمليات القوات المسلحة التى أديرت منها حرب أكتوبر 1973م هى هى التى تدار منها عمليات السيطرة على البلاد وقمع المتظاهرين من أجل استتباب حكم الطاغية
يا أرض انخسفى بينا وابلعينا

تخيل يوم 25 يناير هو يوم عيد الشرطة حيث أن الشرطة المصرية يوم كانت شريفة وقفت لقوات الاحتلال البريطانى ورفضت تكبره وجبروته عام 1951م , وفى ذكرى هذا اليوم ولكن عام 2011م قامت الشرطة بقتل شعبها الذى كان من واجبها أن تحميه .
أفسدوا الحاضر والمستقبل ولوثوا الماضى , تعسا لهم وبئس المصير .

*************************************************
عندما ظهر مبارك لأول مرة فى مساء جمعة الغضب 25 يناير , ونظرت إلى وجهه وهو يخجل أن ينظر بعينيه إلى كاميرا التليفزيون , وأعلن عن تقدم الحكومة باستقالتها , قلت : لقد سقط الرجل .
وبعد أن خرج علينا يوم السبت بتعيين عمر سليمان , قلت : سقط الرجل ولكنه يؤدى آخر مهمة لصالح أمريكا , وهى نقل السلطة لمن يكمل باقى المهام الأمريكية .

*************************************************
حكاية تونسية على أرض مصرية
المشهد التونسى كان حاضرا بقوة فى مصر ابتداء من يوم 25يناير 2011م
حتى الهتاف الرئيسى ( الشعب يريد اسقاط النظام ) مأخوذ بنصه من الحكاية التونسية .
قسوة الطغاة تشابهت فى مصر مع ما حدث فى تونس
تدخل الجيش فى الحالتين
شغل الحواة الذى لعبه المبزع فى تونس وسرور فى مصر
فتش عن أمريكا وإسرائيل
الشرطة واللعبة القذرة فى ترويع الأمنين
رحيل الطاغيتين
الدور الأمريكى

شكرا تونس , كنت ملهمة
وكان إصرار شعبك دافعا قويا للمصريين ليزيل صنمين كبيرين ؛ أولهما الطاغية وثانيهما الخوف .


*****************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق