كانت الطائفة اليهودية فى فرنسا من جماعتين منفصلتين السفارديم و الأشكيناز , فالسفارديم جاءوا إلى البلاد بعد طردهم من أسبانيا خلال القرن الخامس عشر و بلغ عددهم حوالى 3500 و سكنوا المناطق الغربية من الحدود الأسبانية فى مقاطعة بردو جنوب غرب فرنسا , و عملوا فى التجارة الخارجية و تمكنوا من تكوين طائفة حرفية تجارية فجمعوا المال إلى جانب الثقافة التى أتوا بها من الأندلس مما جعلهم مقبولين بشكل عام كجزء من المجتمع البرجوازى الفرنسى .
وكانت فرنسا قد خلت من اليهود تقريباً حتى القرن السادس عشر عندما جاء المارانو للاستيطان فى مقاطعتى بوردو و بايون و كان عددهم بضعة آلاف عملوا بالتجارة الدولية و و الأعمال المالية المتقدمة , وامتلكوا سفناً و رءرس أموال ضخمة كان اندماجهم سريع بسبب صغر حجمهم و لأنهم كانوا ذوى خبرة بالشئون المالية المتقدمة , و لهجتهم غير البعيدة عن الفرنسية و لا أزياؤهم و لا عاداتهم الثقافية , و جاء الأشكيناز من شرق أوربا و بلغ عددهم 30,000 و سكنوا شرق فرنسا , و كان معظمهم داخل فرنسا متسللاً من دون تصريح و يتكلمون اليديش و لا يتبعون السلوك الفرنسى و يعيشون فى جماعات مغلقة تخضع لتعليمات صارمة من الأحبار و معظمهم يتعامل فى تجارة المواشى و أعمال الربا مما جعلهم مكروهين من فقراء الفلاحين , و منذ عام 1552م بدأت الصبغة الإثنية و الثقافية لليهود فى التغير إذ ضمت فرنسا مدينة متز و الإلزاس عام 1648م و اللورين عام 1733م مما أدى إلى زيادة عدد اليهود الأشكيناز المتخلفين المنعزلين عن الحضارة وعددهم 20 ألفاً تم وضعهم تحت الحماية الملكية طرحت قضية إصلاح اليهود و تطبيعهم أعلنت أكاديمية متز عن مسابقة لدراسة سبل علاج اليهود عام 1785 م و تم تشكيل لجنة لإصلاح يهود الإلزاس منهم قيادات السفارديم الذين حظروا تدريس التلمود فى مدارسهم منذ عام 1760م واستطاعوا الحصول على حق السكنى فى أى مكان بفرنسا و حق إقامة الشعائر كاملة عام 1790م , و كان الزواج المختلط بين الأشكيناز و السفارديم محظوراً , و أصبح الأشكيناز فى الإلزاس و اللورين وغيرها من المناطق محور مناقشة بسبب تميزهم الوظيفى و الثقافى, و طرح .
العقلانيون الفرنسيون الخط الاندماجى الذى يرى أن المشكلة ليست كامنة فى طبيعنهم و إنما من وضعهم الشاذ و من إنكار حقوقهم السياسية و المدنية , و أن الحل يكمن فى تحديثهم و إعتاقهم و تخليهم عن خصوصيتهم اللغوية والثقافية والإثنية فى الحياة العامة, ومنذ عام 1770 أصبحت المشكلة اليهودية موضوع اهتمام رجال الفكر فى فرنسا والتى عاصرت فترة مهاجمة الاعتقادات الكنسية , وأصبح اليهود متهمين بأن كتبهم وسلوكهم تقوم على أساس من التعصب الدينى ولكنهم كانوا محل عطف بسبب اضطهاد محاكم التفتيش لهم , وحتى الأشكيناز الذين استوطنوا فرنسا فى القرن التاسع عشر من بولندا كانوا يتحدثون اليديشية ويشتغلون بالربا والرهونات مختلفين عن الفرنسيين فى الرداء والعادات والثقافة , لذا كان دمجهم صعباً ومعقداً.
وقد ذهب فولتير إلى أن لليهود طبيعة متعصبة خاصة بهم متأصلة فى شخصيتهم و لا يمكن تغييرها , وقال آخرون أن سبب النواقص فى سلوك اليهود يرجع إلى طريقة المعاملة السيئة التى يلاقونها فى المجتمع الذى تركهم فى عزلة اجتماعية تحت رحمة رؤسائهم الذين يفرضون عليهم تقاليدهم العتيقة , أما إذا حصلوا على حقوق المساواة الاجتماعية وقبلهم المجتمع كمواطنين فإن سلوكهم سوف يتحسن تلقائياً وهذا ما فعلته الثورة الفرنسية .
وكان عدد اليهود عند نشوب الثورة قليلاً حيث بلغ قرابة 40 ألفاً منهم من 20إلى 25 ألفاً فى الإلزاس و 350 فى متز و4000 فى اللورين وجميعهم أشكيناز ماعدا 2300 سفاردى فى بوردو و1000 فى بايون و2500 فى المقاطعات البابوية ( يهود أفنيون) و حوالى 500 فى باريس و نسبة اليهود فى فرنسا من مجموع السكان وقت الثورة 5,% , وكان السفارد جزءاً عضوياً من المجتمع الفرنسى يتحدثون الفرنسية أواللادينو ويعملون بالتجارة والصناعة , أما الأشكيناز فى الإلزاس واللورين كانوا محط احتقار السفارد ومنعهم السفارد عن الاستقرار فى بوردو وكانوا محط كراهية من الجماهير المسيحية , ونوقشت وقتئذ المسألة اليهودية الأشكينازية عشية الثورة و عزف أعداء اليهود على نغمة الخطر اليهودى وأشاروا إلى أن اليهود جسم متماسك غريب منبوذ لابد من التخلص منه .
وطبقاً لشعارات الثورة فقد سادت بين المواطنين دون اعتبار لمعتقداتهم الدينية ولم يحصل اليهود على حقوق المساواة مباشرة , فقد تم تفسير إعلان حقوق الإنسان فى البداية على أنه لا ينطبق على اليهود , وفى أوائل العام التالى للثورة وافقت الجمعية الوطنية على منح اليهود السفارديم حق المساواة واستمر النظر إلى الأشكيناز على أنهم غرباء , ولكن الجمعية الوطنية فى أواخر عام 1791م قررت منح الأشكيناز حق المواطنة حتى تكون الثورة قد حررت الجميع .
منحت الثورة اليهود حقوق المواطنين , وحاولت دمجهم فى المجتمع عن طريق المدارس وتشجيعهم على التخلى عن تميزهم الوظيفى , وحاول الأشكيناز الإبقاء على عزلتهم , ومما زاد المشكلة تفاقماً أن الفلاحين الذين اشتروا أراضى كبار الملاك التى صادرتها الثورة اقترضوا الأموال اللازمة من المرابين اليهود الذى وصل عددهم بين ثلاثة إلى أربعة آلاف مرابى , وعجزوا عن سداد الدين وهو ما يجعل اليهود محط السخط الشعبى بين عامى ( 1802-1805م ) , ومن هنا طرحت المسألة اليهودية نفسها على نابليون الذى احتك باليهود فى بولندا فأوقف كل الديون .
نابليون و اليهود
هيأت الثورة الفرنسية ظروفاً أفضل لليهود بإلغاء القوانين المقيدة لحريتهم فى فرنسا سنة 1791م , وزاد نشاطهم فى المطالبة بإنشاء وطن قومى لهم بفلسطين وخاصة أن موجة الاضطهادات التى كان الشعب الفرنسى ينزلها بهم قبل الثورة قد خفت حدتها أو انعدمت , ففى عام 1798م اقترح بعض اليهود الفرنسيين على حكومة فرنسا إسكان اليهود فى فلسطين وفى الوجه البحرى من مصر .
ومع الثورة حاول اليهود أن يندمجوا مع البيئة الجديدة التى أوجدتها الثورة واستطاع نابليون أن يستغل بمهارة هذه الطموحات فى محاولة لتذويب الشخصية الإسرائيلية داخل المجتمع الجديد , وأن يخضعهم لنظام الدولة , وبدءاً من هذه الفترة أصبح الحاخامات أعواناً للسلطة .
أخذ نابليون يجند فى جيشه أثناء الحملة الفرنسية على مصر عدداً من اليهود من آسيا و أفريقيا عام 1799م , و وجه نداءً إلى يهود العالم يدعوهم إلى الانضواء تحت لوائه لكى يعيد إليهم مجدهم الضائع و يرد إليهم حقوقهم المسلوبة منذ آلاف السنين و إحياء تراثهم العبرى و إقامة دولتهم فى فلسطين , و دعا نابليون عام 1806م وجهاء اليهود و سألهم اثنى عشر سؤالاً عن موقف اليهود من بعض قضايا المجتمع و الاقتصاد و الدين المتعلقة بعلاقتهم بوطنهم وهل يعتبرون أنفسهم أجانب أم فرنسيين, و طبق نابليون قوانين إصلاح اليهود على الأشكيناز وحدهم دون السفارديم , و لكى يذيب اليهودى الفرنسى فى الوطن الأم أنشأ نابليون معابد يهودية جديدة لمحاربة الخزعبلات القديمة و لكنهم أصروا على الفصل بين الرجال و النساء فى الصلاة , و فى عام 1807م حاول نابليون إحياء مجمع السنهدرين ( المكون من سبعين حاخاماً إسرائيلياً و انتهى بتدمير الهيكل عام 70م ) حتى يجمع شمل اليهود تحت لواء بونابرت , و هى المرة الأولى التى ينعقد فيها منذ هدم الرومان الهيكل وهو مجلس يمثل كل يهود العالم , و أعلن المجمع ولاءه الكامل للإمبراطور وبطلان أية جوانب فى التراث اليهودى تتناقض مع ما يتطلبه واجب المواطنة , و على أثر اجتماع السنهدرين اليهودى فى باريس أعلن المجمع الأرثوذكسى (السينورد ) استهجانه لمحاولة نابليون توحيد اليهود الذين شتتهم الغضب الإلهى فى العالم بأسره و المنادة بمسيح مزيف فى شخص نابليون حيث دعاهم إلى العودة لفلسطين ليصبحوا أسيادها الحقيقيين .
وفى عام 1808م أصدر نابليون مرسومين :
الأول : إقامة نظام المجالس الكنسية من الحاخامات و الرجال العاديين للإشراف على الشئون اليهودية من رعاية معابد إلى تنفيذ قوانين التجنيد وتشجيع اليهود على تغيير المهن التى يشتغلون بها .
الثانى : الاعتراف باليهودية ديناً .
وأصبح الحاخامات مندوبين للدولة مهمتهم تعليم أعضاء الجماعة اليهودية تعاليم دينهم و تلقينهم الولاء للدولة , و أن الخدمة العسكرية و اجب مقدس .
وأصبح لليهود كيان رسمى داخل الدولة فحصلوا على حقوقهم , و منحوا شرف الجندية و لم يعد يسمح لهم بدفع بدل نقدى , و شجعوا على الاشتغال بالزراعة , و حرم نابليون على اليهود الأشكيناز الاشتغال بالتجارة دون الحصول على رخصة تجدد بعد التأكد من مدى إحساس التاجر اليهودى بالمسئولية الخلقية , وتشير الأدبيات اليهودية إلى هذه القرارات بـ ( القرار المشين ) و لم يطبق كل هذا على السفارديم .
ونجح فى دمجهم بالمجتمع الفرنسى و بحلول عام 1811م كانت أعداد كبيرة منهم تعمل بتجارة الجملة و الحرف و تم تطبيعهم إلى حد كبير .
وهدف نابليون إلى دمجهم داخلياً و لكنه تبنى سياسة مغايرة تماماً فى إطار سياسته الإمبريالية إذ دعاهم للعودة إلى فلسطين لإحياء تراثهم العبرى القديم مستخدماً ديباجات صهيونية تؤكد أن اليهود ليسوا أقلية دينية تندمج فى أوطانها و إنما شعب عضوى يجب أن يرحل إلى فلسطين فهو كان يقصد تصفية اليهود بوصفهم جماعة وظيفية تجارية داخل فرنسا ثم توظيفهم كجماعة استيطانية قتالية خارجها .
محاولة لفهم فكر نابليون تجاه اليهود
ارتكز نابليون على فكر سياسى و فكر دينى فى تعامله مع اليهود , وتواكب فكره مع أحداث الداخل الفرنسى الثورى الصاعد المحرر لليهود من جهة وصراع الداخل اليهودى من جهة أخرى , و بهذا اختلط الفكر السياسى بالدينى لدى نابليون , فقد لاحظ أن اليهود بدأوا يتحكمون فى فرنسا فهو يقول : [ يجب أت تتم البحوث عن البهود لا باعتبارهم جماعة دينية فحسب بل كوحدة قومية , إنهم جردوا الكثير من القرويين من الأموال و الأملاك , إنهم كأسراب غربان هى نزير شؤم حقيقى ].
فقصد من دعوتهم إلى العودة إلى فلسطين إلى إبعادهم عن فرنسا بعد أن لمس تحكمهم فى كل مرافقها , و لكنه إبعاد فى إطار السياسة الإمبريالية الهادفة إلى تصفية اليهود كجماعة وظيفية تجارية داخل فرنسا و توظيفهم كجماعة .
استيطانية قتالية خارجها , و يقول عمانوئيل الثالث ملك إيطاليا السابق : [ كان نابليون يريد بدعوته لليهود للعودة إلى فلسطين أن يجعل اليهود المشتتين فى جميع أنحاء العالم عملاء له] .
فعندما حاول نابليون أن يذيب الشخصية اليهودية داخل الشخصية الفرنسية اصطدم بالاتجاهات الأصولية التى كانت فى مواجهة مع تيارات الحداثة فى الجماعات اليهودية (منذ نهايات القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر و هى الفترة التى شهدت خروج اليهود من الجيتو و تمتعهم بالمساواة مع المواطنين , ذلك الخروج الذى كانت تنظر الأصولية له على أنه كارثة تهدد بفقدانه الهوية اليهودية .
وكانت غلبة الاتجاه الأصولى هى الدافعة لفكرة التخلص من اليهود فى فرنسا بنقلهم إلى فلسطين خلال حملته على مصر و الشام تحت مسمى استرداد المجد الضائع و الحقوق المسلوبة , و بهذا أراد علاج الفكرة السياسية بالفكرة الدينية و بهذا تتطابق أفكار نابليون فى نقل اليهود مع الأفكار الصهيونية , واذلك كان اليهود المتشددون فى فرنسا ألد أعداء الصهيونية .
وعاد نابليون و فكر فى توظيف اليهود ليعملوا جواسيس لحسابه , و جند بعض اليهود للتجسس لحسابه إبان غزوه لروسيا , و لكن أغلبية اليهود تجسسوا عليه لحساب الحكومة القيصرية لأن المؤسسة الدينية كانت تعتبره عدوها الأكبر .
علاقة اليهود بقيام الثورة
يرى البعض أن الثورة الفرنسية لم تجر على حسب المطالب القومية للشعب الفرنسى بل جرت على حسب المصالح القومية لليهود , و ارتكب اليهود الذين كانوا يهتفون فى أثناء الثورة بالحرية و الإخاء و المساواة جرائم تحت ستار شعار الثورة ضد الفرنسيات البريئات و رجال الدين بل ضد الكنائس أيضاً وكلفت الشعب الفرنسى مليون قتيل تقريباً .
فاليهود خدعوا فيليب دورليان دوق أورليان الطامع فى العرش واستغلوه فى شراء جميع غلات القمح الفرنسى ثم تصديرها إلى إنجلترا ثم استوردتها فرنسا.
طبقاً لتعليمات اليهود على أثر شكاوى الأهالى , و بعد ذلك انطلقت أول شرارة للثورة لا بسبب المنطق و تنظيم الوطن و إنما بسبب البطون الجائعة .
وهناك من يرى إسهام اليهود الكبير فى حركة التنوير التى أنتجت الثورة الفرنسية , و تصحيحاً للأوضاع ظهر فى فرنسا عام 1886م الفارس جيو جينودى موسسو الذى قاوم الإرهاب الكابالى اليهودى و أشار إلى أن الإسلام ليس هو عدو المسيحية بل عدوها اللدود هـم اليهـود , و وضـع كتاب سماه
( اليهـودى و المذهب اليهـودى و تهويــد الشعوب المسيحية ).
صراع الداخل بين يهود فرنسا
على أثر الثورة الفرنسية ألغيت القوانين المقيدة لحرية اليهود فى أغلب دول أوربا فى السنوات التالية للثورة و انتشرت مبادئ الثورة فى باقى الدول الأوربية و هددت بالقضاء التام على عزلة اليهود و تحويل اليهودية إلى مجرد ديانة , فالثورة الفرنسية حررت الأفراد من سلطة الطوائف , و أصبح جميع المواطنين بمن فيهم اليهود يخضعون لقانون واحد و محكمة واحدة , و أصبح من حق المواطنين الانتقال إلى أى مكان للمعيشة و القيام بأى عمل يرغبون فيه , و انتخب أول نائب يهودى فى البرلمان عام 1834م , و منح يهود الجزائر الجنسية الفرنسية عام 1870م , و تم تحويلهم إلى مادة استيطانية , و ارتبط مصير اليهود بفرنسا بدرجة اندماج عالية .
وبينما رحب الأفراد بهذه التغيرات فى حياتهم اعتبرها الأحبار خطرة على الكيان اليهودى لأنها قضت على سلطتهم فى التحكم فى سلوك أفراد اليهود فانهارت فكرة العزلة . و مع انتشار مبادئ الثورة الفرنسية انهارت الطوائف اليهودية و أصبح اليهود مواطنين فى التجمعات الجديدة , و خشى زعماء الطوائف من ذوبان اليهودى داخل مجتمعه , وهنا بدأت فى روسيا القيصرية ( آخر المعاقل المقاومة للثورة الفرنسية) حركة يهودية باسم حبات صهيون تقاوم الذوبان وسط الأمم, وترفع شعار العزلة على أساس سياسى .
وهذا التطور الحادث داخل اليهود لا يرجع للثورة فقط و إنما هو بصورة أشمل ناتج من نواتج عصر التنوير فى الفكر و الأوربى الذى اعتمد على العلم هادفاً .
إلى التحرر من السيطرة المتمثلة فى الكنيسة و الحكومة و الطوائف . و استمر الصراع الصامت بين الأرثوذكس المحافظين و المجددين اليهود داخل فرنسا حتى منتصف القرن التاسع عشر , و استمرت اليهودية الفرنسية فى التطور وتحسن الأوضاع الاجتماعية للمواطنين اليهود , و قبلوا كأعضاء فى مجلس الدولة و أكاديمية الطب و الجيش و عينوا قناصل فى النمسا و تركيا , و ظل للتيار المحافظ مؤيدون تمركزوا فى الإلزاس و مع الزمن خفت الصورة المتدنية , و فى الحرب العالمية الأولى انضموا لصفوف المقاومة ضد الألمان ودعمت هذه المشاركة الوضع الاجتماعى لليهود فى فرنسا .
يمكن التواصل على alraia11@yahoo.com
وكانت فرنسا قد خلت من اليهود تقريباً حتى القرن السادس عشر عندما جاء المارانو للاستيطان فى مقاطعتى بوردو و بايون و كان عددهم بضعة آلاف عملوا بالتجارة الدولية و و الأعمال المالية المتقدمة , وامتلكوا سفناً و رءرس أموال ضخمة كان اندماجهم سريع بسبب صغر حجمهم و لأنهم كانوا ذوى خبرة بالشئون المالية المتقدمة , و لهجتهم غير البعيدة عن الفرنسية و لا أزياؤهم و لا عاداتهم الثقافية , و جاء الأشكيناز من شرق أوربا و بلغ عددهم 30,000 و سكنوا شرق فرنسا , و كان معظمهم داخل فرنسا متسللاً من دون تصريح و يتكلمون اليديش و لا يتبعون السلوك الفرنسى و يعيشون فى جماعات مغلقة تخضع لتعليمات صارمة من الأحبار و معظمهم يتعامل فى تجارة المواشى و أعمال الربا مما جعلهم مكروهين من فقراء الفلاحين , و منذ عام 1552م بدأت الصبغة الإثنية و الثقافية لليهود فى التغير إذ ضمت فرنسا مدينة متز و الإلزاس عام 1648م و اللورين عام 1733م مما أدى إلى زيادة عدد اليهود الأشكيناز المتخلفين المنعزلين عن الحضارة وعددهم 20 ألفاً تم وضعهم تحت الحماية الملكية طرحت قضية إصلاح اليهود و تطبيعهم أعلنت أكاديمية متز عن مسابقة لدراسة سبل علاج اليهود عام 1785 م و تم تشكيل لجنة لإصلاح يهود الإلزاس منهم قيادات السفارديم الذين حظروا تدريس التلمود فى مدارسهم منذ عام 1760م واستطاعوا الحصول على حق السكنى فى أى مكان بفرنسا و حق إقامة الشعائر كاملة عام 1790م , و كان الزواج المختلط بين الأشكيناز و السفارديم محظوراً , و أصبح الأشكيناز فى الإلزاس و اللورين وغيرها من المناطق محور مناقشة بسبب تميزهم الوظيفى و الثقافى, و طرح .
العقلانيون الفرنسيون الخط الاندماجى الذى يرى أن المشكلة ليست كامنة فى طبيعنهم و إنما من وضعهم الشاذ و من إنكار حقوقهم السياسية و المدنية , و أن الحل يكمن فى تحديثهم و إعتاقهم و تخليهم عن خصوصيتهم اللغوية والثقافية والإثنية فى الحياة العامة, ومنذ عام 1770 أصبحت المشكلة اليهودية موضوع اهتمام رجال الفكر فى فرنسا والتى عاصرت فترة مهاجمة الاعتقادات الكنسية , وأصبح اليهود متهمين بأن كتبهم وسلوكهم تقوم على أساس من التعصب الدينى ولكنهم كانوا محل عطف بسبب اضطهاد محاكم التفتيش لهم , وحتى الأشكيناز الذين استوطنوا فرنسا فى القرن التاسع عشر من بولندا كانوا يتحدثون اليديشية ويشتغلون بالربا والرهونات مختلفين عن الفرنسيين فى الرداء والعادات والثقافة , لذا كان دمجهم صعباً ومعقداً.
وقد ذهب فولتير إلى أن لليهود طبيعة متعصبة خاصة بهم متأصلة فى شخصيتهم و لا يمكن تغييرها , وقال آخرون أن سبب النواقص فى سلوك اليهود يرجع إلى طريقة المعاملة السيئة التى يلاقونها فى المجتمع الذى تركهم فى عزلة اجتماعية تحت رحمة رؤسائهم الذين يفرضون عليهم تقاليدهم العتيقة , أما إذا حصلوا على حقوق المساواة الاجتماعية وقبلهم المجتمع كمواطنين فإن سلوكهم سوف يتحسن تلقائياً وهذا ما فعلته الثورة الفرنسية .
وكان عدد اليهود عند نشوب الثورة قليلاً حيث بلغ قرابة 40 ألفاً منهم من 20إلى 25 ألفاً فى الإلزاس و 350 فى متز و4000 فى اللورين وجميعهم أشكيناز ماعدا 2300 سفاردى فى بوردو و1000 فى بايون و2500 فى المقاطعات البابوية ( يهود أفنيون) و حوالى 500 فى باريس و نسبة اليهود فى فرنسا من مجموع السكان وقت الثورة 5,% , وكان السفارد جزءاً عضوياً من المجتمع الفرنسى يتحدثون الفرنسية أواللادينو ويعملون بالتجارة والصناعة , أما الأشكيناز فى الإلزاس واللورين كانوا محط احتقار السفارد ومنعهم السفارد عن الاستقرار فى بوردو وكانوا محط كراهية من الجماهير المسيحية , ونوقشت وقتئذ المسألة اليهودية الأشكينازية عشية الثورة و عزف أعداء اليهود على نغمة الخطر اليهودى وأشاروا إلى أن اليهود جسم متماسك غريب منبوذ لابد من التخلص منه .
وطبقاً لشعارات الثورة فقد سادت بين المواطنين دون اعتبار لمعتقداتهم الدينية ولم يحصل اليهود على حقوق المساواة مباشرة , فقد تم تفسير إعلان حقوق الإنسان فى البداية على أنه لا ينطبق على اليهود , وفى أوائل العام التالى للثورة وافقت الجمعية الوطنية على منح اليهود السفارديم حق المساواة واستمر النظر إلى الأشكيناز على أنهم غرباء , ولكن الجمعية الوطنية فى أواخر عام 1791م قررت منح الأشكيناز حق المواطنة حتى تكون الثورة قد حررت الجميع .
منحت الثورة اليهود حقوق المواطنين , وحاولت دمجهم فى المجتمع عن طريق المدارس وتشجيعهم على التخلى عن تميزهم الوظيفى , وحاول الأشكيناز الإبقاء على عزلتهم , ومما زاد المشكلة تفاقماً أن الفلاحين الذين اشتروا أراضى كبار الملاك التى صادرتها الثورة اقترضوا الأموال اللازمة من المرابين اليهود الذى وصل عددهم بين ثلاثة إلى أربعة آلاف مرابى , وعجزوا عن سداد الدين وهو ما يجعل اليهود محط السخط الشعبى بين عامى ( 1802-1805م ) , ومن هنا طرحت المسألة اليهودية نفسها على نابليون الذى احتك باليهود فى بولندا فأوقف كل الديون .
نابليون و اليهود
هيأت الثورة الفرنسية ظروفاً أفضل لليهود بإلغاء القوانين المقيدة لحريتهم فى فرنسا سنة 1791م , وزاد نشاطهم فى المطالبة بإنشاء وطن قومى لهم بفلسطين وخاصة أن موجة الاضطهادات التى كان الشعب الفرنسى ينزلها بهم قبل الثورة قد خفت حدتها أو انعدمت , ففى عام 1798م اقترح بعض اليهود الفرنسيين على حكومة فرنسا إسكان اليهود فى فلسطين وفى الوجه البحرى من مصر .
ومع الثورة حاول اليهود أن يندمجوا مع البيئة الجديدة التى أوجدتها الثورة واستطاع نابليون أن يستغل بمهارة هذه الطموحات فى محاولة لتذويب الشخصية الإسرائيلية داخل المجتمع الجديد , وأن يخضعهم لنظام الدولة , وبدءاً من هذه الفترة أصبح الحاخامات أعواناً للسلطة .
أخذ نابليون يجند فى جيشه أثناء الحملة الفرنسية على مصر عدداً من اليهود من آسيا و أفريقيا عام 1799م , و وجه نداءً إلى يهود العالم يدعوهم إلى الانضواء تحت لوائه لكى يعيد إليهم مجدهم الضائع و يرد إليهم حقوقهم المسلوبة منذ آلاف السنين و إحياء تراثهم العبرى و إقامة دولتهم فى فلسطين , و دعا نابليون عام 1806م وجهاء اليهود و سألهم اثنى عشر سؤالاً عن موقف اليهود من بعض قضايا المجتمع و الاقتصاد و الدين المتعلقة بعلاقتهم بوطنهم وهل يعتبرون أنفسهم أجانب أم فرنسيين, و طبق نابليون قوانين إصلاح اليهود على الأشكيناز وحدهم دون السفارديم , و لكى يذيب اليهودى الفرنسى فى الوطن الأم أنشأ نابليون معابد يهودية جديدة لمحاربة الخزعبلات القديمة و لكنهم أصروا على الفصل بين الرجال و النساء فى الصلاة , و فى عام 1807م حاول نابليون إحياء مجمع السنهدرين ( المكون من سبعين حاخاماً إسرائيلياً و انتهى بتدمير الهيكل عام 70م ) حتى يجمع شمل اليهود تحت لواء بونابرت , و هى المرة الأولى التى ينعقد فيها منذ هدم الرومان الهيكل وهو مجلس يمثل كل يهود العالم , و أعلن المجمع ولاءه الكامل للإمبراطور وبطلان أية جوانب فى التراث اليهودى تتناقض مع ما يتطلبه واجب المواطنة , و على أثر اجتماع السنهدرين اليهودى فى باريس أعلن المجمع الأرثوذكسى (السينورد ) استهجانه لمحاولة نابليون توحيد اليهود الذين شتتهم الغضب الإلهى فى العالم بأسره و المنادة بمسيح مزيف فى شخص نابليون حيث دعاهم إلى العودة لفلسطين ليصبحوا أسيادها الحقيقيين .
وفى عام 1808م أصدر نابليون مرسومين :
الأول : إقامة نظام المجالس الكنسية من الحاخامات و الرجال العاديين للإشراف على الشئون اليهودية من رعاية معابد إلى تنفيذ قوانين التجنيد وتشجيع اليهود على تغيير المهن التى يشتغلون بها .
الثانى : الاعتراف باليهودية ديناً .
وأصبح الحاخامات مندوبين للدولة مهمتهم تعليم أعضاء الجماعة اليهودية تعاليم دينهم و تلقينهم الولاء للدولة , و أن الخدمة العسكرية و اجب مقدس .
وأصبح لليهود كيان رسمى داخل الدولة فحصلوا على حقوقهم , و منحوا شرف الجندية و لم يعد يسمح لهم بدفع بدل نقدى , و شجعوا على الاشتغال بالزراعة , و حرم نابليون على اليهود الأشكيناز الاشتغال بالتجارة دون الحصول على رخصة تجدد بعد التأكد من مدى إحساس التاجر اليهودى بالمسئولية الخلقية , وتشير الأدبيات اليهودية إلى هذه القرارات بـ ( القرار المشين ) و لم يطبق كل هذا على السفارديم .
ونجح فى دمجهم بالمجتمع الفرنسى و بحلول عام 1811م كانت أعداد كبيرة منهم تعمل بتجارة الجملة و الحرف و تم تطبيعهم إلى حد كبير .
وهدف نابليون إلى دمجهم داخلياً و لكنه تبنى سياسة مغايرة تماماً فى إطار سياسته الإمبريالية إذ دعاهم للعودة إلى فلسطين لإحياء تراثهم العبرى القديم مستخدماً ديباجات صهيونية تؤكد أن اليهود ليسوا أقلية دينية تندمج فى أوطانها و إنما شعب عضوى يجب أن يرحل إلى فلسطين فهو كان يقصد تصفية اليهود بوصفهم جماعة وظيفية تجارية داخل فرنسا ثم توظيفهم كجماعة استيطانية قتالية خارجها .
محاولة لفهم فكر نابليون تجاه اليهود
ارتكز نابليون على فكر سياسى و فكر دينى فى تعامله مع اليهود , وتواكب فكره مع أحداث الداخل الفرنسى الثورى الصاعد المحرر لليهود من جهة وصراع الداخل اليهودى من جهة أخرى , و بهذا اختلط الفكر السياسى بالدينى لدى نابليون , فقد لاحظ أن اليهود بدأوا يتحكمون فى فرنسا فهو يقول : [ يجب أت تتم البحوث عن البهود لا باعتبارهم جماعة دينية فحسب بل كوحدة قومية , إنهم جردوا الكثير من القرويين من الأموال و الأملاك , إنهم كأسراب غربان هى نزير شؤم حقيقى ].
فقصد من دعوتهم إلى العودة إلى فلسطين إلى إبعادهم عن فرنسا بعد أن لمس تحكمهم فى كل مرافقها , و لكنه إبعاد فى إطار السياسة الإمبريالية الهادفة إلى تصفية اليهود كجماعة وظيفية تجارية داخل فرنسا و توظيفهم كجماعة .
استيطانية قتالية خارجها , و يقول عمانوئيل الثالث ملك إيطاليا السابق : [ كان نابليون يريد بدعوته لليهود للعودة إلى فلسطين أن يجعل اليهود المشتتين فى جميع أنحاء العالم عملاء له] .
فعندما حاول نابليون أن يذيب الشخصية اليهودية داخل الشخصية الفرنسية اصطدم بالاتجاهات الأصولية التى كانت فى مواجهة مع تيارات الحداثة فى الجماعات اليهودية (منذ نهايات القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر و هى الفترة التى شهدت خروج اليهود من الجيتو و تمتعهم بالمساواة مع المواطنين , ذلك الخروج الذى كانت تنظر الأصولية له على أنه كارثة تهدد بفقدانه الهوية اليهودية .
وكانت غلبة الاتجاه الأصولى هى الدافعة لفكرة التخلص من اليهود فى فرنسا بنقلهم إلى فلسطين خلال حملته على مصر و الشام تحت مسمى استرداد المجد الضائع و الحقوق المسلوبة , و بهذا أراد علاج الفكرة السياسية بالفكرة الدينية و بهذا تتطابق أفكار نابليون فى نقل اليهود مع الأفكار الصهيونية , واذلك كان اليهود المتشددون فى فرنسا ألد أعداء الصهيونية .
وعاد نابليون و فكر فى توظيف اليهود ليعملوا جواسيس لحسابه , و جند بعض اليهود للتجسس لحسابه إبان غزوه لروسيا , و لكن أغلبية اليهود تجسسوا عليه لحساب الحكومة القيصرية لأن المؤسسة الدينية كانت تعتبره عدوها الأكبر .
علاقة اليهود بقيام الثورة
يرى البعض أن الثورة الفرنسية لم تجر على حسب المطالب القومية للشعب الفرنسى بل جرت على حسب المصالح القومية لليهود , و ارتكب اليهود الذين كانوا يهتفون فى أثناء الثورة بالحرية و الإخاء و المساواة جرائم تحت ستار شعار الثورة ضد الفرنسيات البريئات و رجال الدين بل ضد الكنائس أيضاً وكلفت الشعب الفرنسى مليون قتيل تقريباً .
فاليهود خدعوا فيليب دورليان دوق أورليان الطامع فى العرش واستغلوه فى شراء جميع غلات القمح الفرنسى ثم تصديرها إلى إنجلترا ثم استوردتها فرنسا.
طبقاً لتعليمات اليهود على أثر شكاوى الأهالى , و بعد ذلك انطلقت أول شرارة للثورة لا بسبب المنطق و تنظيم الوطن و إنما بسبب البطون الجائعة .
وهناك من يرى إسهام اليهود الكبير فى حركة التنوير التى أنتجت الثورة الفرنسية , و تصحيحاً للأوضاع ظهر فى فرنسا عام 1886م الفارس جيو جينودى موسسو الذى قاوم الإرهاب الكابالى اليهودى و أشار إلى أن الإسلام ليس هو عدو المسيحية بل عدوها اللدود هـم اليهـود , و وضـع كتاب سماه
( اليهـودى و المذهب اليهـودى و تهويــد الشعوب المسيحية ).
صراع الداخل بين يهود فرنسا
على أثر الثورة الفرنسية ألغيت القوانين المقيدة لحرية اليهود فى أغلب دول أوربا فى السنوات التالية للثورة و انتشرت مبادئ الثورة فى باقى الدول الأوربية و هددت بالقضاء التام على عزلة اليهود و تحويل اليهودية إلى مجرد ديانة , فالثورة الفرنسية حررت الأفراد من سلطة الطوائف , و أصبح جميع المواطنين بمن فيهم اليهود يخضعون لقانون واحد و محكمة واحدة , و أصبح من حق المواطنين الانتقال إلى أى مكان للمعيشة و القيام بأى عمل يرغبون فيه , و انتخب أول نائب يهودى فى البرلمان عام 1834م , و منح يهود الجزائر الجنسية الفرنسية عام 1870م , و تم تحويلهم إلى مادة استيطانية , و ارتبط مصير اليهود بفرنسا بدرجة اندماج عالية .
وبينما رحب الأفراد بهذه التغيرات فى حياتهم اعتبرها الأحبار خطرة على الكيان اليهودى لأنها قضت على سلطتهم فى التحكم فى سلوك أفراد اليهود فانهارت فكرة العزلة . و مع انتشار مبادئ الثورة الفرنسية انهارت الطوائف اليهودية و أصبح اليهود مواطنين فى التجمعات الجديدة , و خشى زعماء الطوائف من ذوبان اليهودى داخل مجتمعه , وهنا بدأت فى روسيا القيصرية ( آخر المعاقل المقاومة للثورة الفرنسية) حركة يهودية باسم حبات صهيون تقاوم الذوبان وسط الأمم, وترفع شعار العزلة على أساس سياسى .
وهذا التطور الحادث داخل اليهود لا يرجع للثورة فقط و إنما هو بصورة أشمل ناتج من نواتج عصر التنوير فى الفكر و الأوربى الذى اعتمد على العلم هادفاً .
إلى التحرر من السيطرة المتمثلة فى الكنيسة و الحكومة و الطوائف . و استمر الصراع الصامت بين الأرثوذكس المحافظين و المجددين اليهود داخل فرنسا حتى منتصف القرن التاسع عشر , و استمرت اليهودية الفرنسية فى التطور وتحسن الأوضاع الاجتماعية للمواطنين اليهود , و قبلوا كأعضاء فى مجلس الدولة و أكاديمية الطب و الجيش و عينوا قناصل فى النمسا و تركيا , و ظل للتيار المحافظ مؤيدون تمركزوا فى الإلزاس و مع الزمن خفت الصورة المتدنية , و فى الحرب العالمية الأولى انضموا لصفوف المقاومة ضد الألمان ودعمت هذه المشاركة الوضع الاجتماعى لليهود فى فرنسا .
يمكن التواصل على alraia11@yahoo.com
___________________________
المراجع التى يمكن الرجوع إليها فى الموضوع
1- جواد رفعت آتلخان الإسلام و بنو إسرائيل
2- د.عبد الغنى عبود اليهود و اليهودية و الإسلام
3- طاهر شاش التطرف الإسرائيلى
4- د.عبد الوهاب المسيرى الجماعات الوظيفية
5- إبراهيم سعد الدين العرب و إسرائيل
6- إيمانويا هايمان مجلة العربى العدد 505
7- أحمد عثمان تاريخ اليهود
1- جواد رفعت آتلخان الإسلام و بنو إسرائيل
2- د.عبد الغنى عبود اليهود و اليهودية و الإسلام
3- طاهر شاش التطرف الإسرائيلى
4- د.عبد الوهاب المسيرى الجماعات الوظيفية
5- إبراهيم سعد الدين العرب و إسرائيل
6- إيمانويا هايمان مجلة العربى العدد 505
7- أحمد عثمان تاريخ اليهود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق